التوتر في الحدود الشمالية يستلزم مبادرة سياسية إسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تشهد منطقة الحدود الشمالية، مرة أخرى، توتراً أمنياً تُسمع خلاله تصريحات حربية. وقد وجهت إسرائيل تحذيراً إلى سورية من مغبة نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، كما أنها هددت بإسقاط النظام السوري في حال اندلاع حرب. وهددت سورية، من ناحيتها، بضرب المدن الإسرائيلية، في حين أن إيران حذرت من أن إسرائيل على وشك مهاجمة سورية ولبنان. وقام الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بعقد لقاء في دمشق مع زعماء سورية وحزب الله و"حماس" تنبأ خلاله بقيام "شرق أوسط من دون صهيونيين".

·       وقد حاولت الإدارة الأميركية تهدئة الأجواء، فوجهت رسائل إلى إسرائيل حذرت فيها من مغبة أي تدهور، وفي موازاة ذلك قامت باستدعاء السفير السوري في واشنطن، وطالبت بإيقاف نقل الأسلحة إلى حزب الله. وأجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، خلال زيارته لواشنطن، محادثات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن الخطر المتفاقم في الشمال، وسيقوم رئيس هيئة الأركان العامة [غابي أشكنازي]، قريباً، بزيارة مماثلة للولايات المتحدة. كما أن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيقوم، الأسبوع المقبل، بزيارة إسرائيل، ومن المتوقع أن يدعو خلالها إلى ضبط النفس، والامتناع من القيام بأي عملية عسكرية.

·       إن إسرائيل تخشى، بحق، إحاطتها بصواريخ طويلة المدى ذات رؤوس حربية متطورة، يتم نصبهـا في سورية ولبنان وقطاع غزة، ويكون في إمكانها ضرب المراكز السكنية في غوش دان [وسط إسرائيل]، ومطارات سلاح الجو. ومع ذلك، فإن عليها استنفاد البدائل الدبلوماسية قبل القيام بأي عملية عسكرية في الشمال.

·       بدلاً من التهديد بالحرب، يتعين على إسرائيل السعي لاستئناف المفاوضات السياسية مع سورية، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام. إن إسرائيل لا تملك أي وسيلة فاعلة لإحداث تغيير استراتيجي في الشمال، أفضل من اتفاق سياسي يمكنه أن يفرط عقد التحالف المعادي لها، والذي تقوده إيران.

·       ولا شك أيضاً في أن الانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان، في مقابل ترتيبات أمنية لائقة وتطبيع العلاقات مع دمشق، سيؤدي إلى خلق واقع جديد في الشرق الأوسط كله، وإلى تعزيز الاستقرار في لبنان، وإلى منح سورية بديلاً من التحالف مع أحمدي نجاد.

 

·       إن باراك محق في تأييد استئناف المفاوضات مع سورية، لكن لا يجوز له الاكتفاء بدور المحلل السياسي، وإنما عليه العمل من أجل استئنافها فعلاً. وفي حال إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على رفض محادثات السلام مع سورية، وعلى التمسك بشروطه المسبقة، فإن عليه ألا يستغرب في حال تحقق إنذارات الحرب الصادرة من دمشق.