الغموض بشأن مستقبل مصر يجب أن يجعلنا أكثر حذراً على حدودنا الجنوبية
تاريخ المقال
المصدر
The Jerusalem Post
صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
- بعد الأحداث الدموية التي شهدتها شوارع مصر، والتي خلفت وراءها 24 قتيلاً ومئات الجرحى، يزداد الغموض بشأن مستقبل هذا البلد.
- ومثلما حدث في 9 أيلول/سبتمبر الماضي عندما هاجم الجمهور الغاضب مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة، اندلعت يوم الأحد أحداث عنف في مصر من جانب جمهور من الأقباط أرادوا التعبير عن غضبهم جراء تدنيس إحدى كنائسهم، الأمر الذي يعكس المخاطر التي تواجهها مصر في طريقها نحو الديمقراطية.
- ويبدو أن احتجاج الأقباط الذين يمثلون نحو 10٪ من مجموع سكان مصر سرعان ما تحول إلى حركة احتجاج عامة ضد القيادة العسكرية التي تحكم مصر اليوم، والمتمثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذ طالب المتظاهرون باستقالة رئيس أركان الجيش محمد حسين طنطاوي.
- إن الانقسامات داخل المجتمع المصري كثيرة وعميقة، وهو ما يجعل من الصعب على أي فريق سياسي حالي تأمين الاستقرار خلال الانتخابات المزمع إجراؤها في 28 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
- وحتى الآن تظهر حركة الإخوان المسلمين وسائر القوى الإسلامية موحدة الصفوف وقادرة على حشد نحو 30٪ إلى 40٪ من أصوات الناخبين، بينما تبدو، في المقابل، جبهة اليساريين والقوميين والمعتدلين منقسمة على نفسها. وفي حال فوز الإسلاميين في الانتخابات فإن هذا قد يؤدي إلى مواجهات مع الأقباط والمجموعات العلمانية التي تأمل في المحافظة على التعددية وعلى النظام الديمقراطي، ولا ترضى بحكم إسلامي متطرف.
- مع احتفالنا بمرور 30 عاماً على اغتيال أنور السادات، علينا أن نكون يقظين إزاء احتمال انفجار مفاجىء للعنف، أو حدوث أي تغيير على حدودنا الجنوبية.
- إن الانتقال في مصر من الحكم العسكري إلى السلطة المدنية هو هدف رائع، لكن مع الواقع السياسي الحالي هناك، فإن هذا قد يؤدي إلى مزيد من الصراع وسفك الدماء.