من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
يستعد قادة حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية في إسرائيل لتنظيم تظاهرة شعبية كبيرة مساء يوم السبت 29 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، رداً على تبني الحكومة الإسرائيلية أول أمس (الأحد) توصيات تقرير "لجنة تراختنبرغ" [التي ضمت فريقاً من الخبراء المهنيين كُلف إعداد خطة لتغيير السياسة الاقتصادية - الاجتماعية للحكومة].
وقال عدد من هؤلاء القادة لصحيفة "هآرتس" أمس (الاثنين) إن توصيات هذه اللجنة غير كافية لحل المشكلات التي انطلقت الحملة من أجل إيجاد حلول لها، وأن المطلوب هو اعتماد ميزانية اجتماعية جديدة لسنة 2012 تتضمن تغييرات بعيدة المدى لا مجرد إجراءات تجميلية.
وأوضحت ستاف شابير، من قادة حملة الاحتجاج، في حديث خاص أدلت به إلى صحيفة "هآرتس"، أن المعركة الرئيسية بدأت الآن، وذلك لأن تقرير "لجنة تراختنبرغ" لا يتضمن تغييراً حقيقياً لسياسة الحكومة الاقتصادية - الاجتماعية، فضلاً عن أنه لن يؤدي إلى تغيير تعامل الحكومة مع فئات الشعب التي تطالب بتقليص الفجوات وضمان مستقبل أفضل لها.
وقالت آيه شوشان، من قادة حملة الاحتجاج، للصحيفة إنه في موازاة الاستعداد لتلك التظاهرة الكبيرة يجري العمل على انخراط حملة الاحتجاج الاجتماعية الإسرائيلية في تظاهرات عالمية سُتقام في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي في 40 دولة في مختلف أنحاء العالم تحت شعار المطالبة بديمقراطية حقيقية، وبإشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرارات، وبكبح نفوذ مراكز القوى السياسية والاقتصادية. وأضافت أنه في إطار هذه التظاهرات العالمية ستنطلق في إسرائيل مسيرات متعددة تنتهي باجتماع شعبي حاشد في وسط تل أبيب.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (11/10/2011) أن قادة حملة الاحتجاج الاجتماعية يدرسون إمكان إعلان إضراب عام في الفاتح من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يعلن رئيس اتحاد نقابات العمال [الهستدروت] عوفر عيني اليوم (الثلاثاء) نزاع عمل قطرياً احتجاجاً على تفاقم ظاهرة الشركات الخاصة التي تشغل عمالاً بأوضاع مزرية، وذلك تمهيداً لإعلان إضراب عام بعد أسبوعين.
وأكدت الصحيفة أن الخطوات التي سيقدم عيني عليها جرى تنسيقها مع قادة حملة الاحتجاج. ونقلت عن دافني ليف، من قادة الحملة، قولها إن سبب هذه الخطوات كلها يعود إلى تجاهل الحكومة مطالب حملة الاحتجاج، وإلى حقيقة أن توصيات تقرير "لجنة تراختنبرغ" تشكل استمراراً لهذا التجاهل، مشددة على أن الهدف منها هو إثبات أن جماهير الشعب تملك القوة الكافية من أجل إحداث التغيير الاجتماعي المطلوب.