دروس حرب يوم الغفران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • لقد كانت حرب يوم الغفران [حرب تشرين 1973] صعبة، ولم يخطر في بالنا أنها ستجري بالطريقة التي جرت بها، إذ كنا أسرى حقيقة أننا الأقوى وأن العدو لن يتجرأ على مواجهتنا، فلم تكن كلمة "مفاجأة" ضمن قاموس كلماتنا، ولا سيما فيما يتعلق بشن الدول العربية هجوماً علينا. خلال هذه الحرب، قمت بأكثر من 40 طلعة جوية، وأكثر من مرة سمعت خبر إصابة إحدى طائراتنا. فقد بدأنا الحرب بنحو 55 مقاتل طيار، وأصبحنا في نهايتها 34 طياراً فقط.
  • لقد خسرنا الحرب عسكرياً، لكن على الصعيد السياسي، أدت هذه الحرب إلى توقيع اتفاق سلام مع مصر. وهناك من يبدي أسفه بشأن هذا الاتفاق في ضوء الواقع الحالي في الشرق الأوسط، لكن هذا الاتفاق هو الذي جنبنا العديد من المواجهات العسكرية خلال عشرات الأعوام التي مضت.
  • كُتب كثير عن هذه الحرب، ولا تزال تُطرح بعض التساؤلات بشأنها، فعلى سبيل المثال، هل كان في إمكاننا التوصل إلى اتفاق سلام مع مصر قبل نشوب الحرب؟ وهل كان ممكناً تجنب الثمن الذي دُفع لو كان توجهنا السياسي مختلفاً؟ وماذا كان سيحدث لو لم يسقط آلاف القتلى والجرحى في هذه الحرب؟
  • يبدو مهماً اليوم أن نسأل أنفسنا الأسئلة التالية: هل نحن مستعدون لتجنب أثمان المواجهات العسكرية المستقبلية بواسطة التعقل وبواسطة ضربة سياسية استباقية؟ وهل نسينا الدرس القائل إن العمل العسكري لا يشكل حلاً وإنما هو أداة للتوصل إلى حل؟ في بعض الأحيان لا بد من استخدام القوة لوضع حد، ولتحديد قواعد اللعبة في مواجهة الخصم، كذلك من أجل ردعه. لكن، بصورة عامة، علينا النظر إلى الخيار العسكري بصفته أحد الاحتمالات المطروحة لا بصفته الخيار الوحيد.
  • بعد حرب يوم الغفران بنينا جيشاً جديداً ومختلفاً، جيشاً كبيراً وقوياً، وكان ذلك نتيجة دروس هذه الحرب، فهل سنتعلم كيفية النظر إلى المستقبل، مثلما عرفنا كيف نتعامل مع الماضي؟
  • من أجل التأثير في المستقبل، علينا أن نبني مجتمعاً موحداً وقوياً وعادلاً وملتزماً بوجود دولته. كما في إمكاننا التأثير في المستقبل بواسطة سياسيين لديهم رؤية، ونظرة واسعة الأفق، وأصحاب مبادرة، وقدرة على العمل، لا سياسيين ينتظرون ما ستتمخض عنه الأحداث.