الحفاظ على الأمن القومي يستوجب طرح مبادرة سياسية إسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • تواجه إسرائيل ثلاث مشكلات صغيرة: المشكلة الأولى هي أنه على الرغم من مرور أيلول/سبتمبر بهدوء، فإن الخطر ما زال كبيراً، إذ إن ما يرغب فيه الفلسطينيون فعلاً هو الوصول إلى المحكمة الدولية في لاهاي. ولهذا الغرض هم يبذلون قصارى جهدهم في مجلس الأمن [للحصول على اعتراف بالدولة]، وسيذهبون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن شأن الفشل الذي ينتظرهم في مجلس الأمن أن يحسن حظوظهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
  • ويتوقع في أواخر هذا العام أو في بداية العام القادم نشوء وضع سياسي - قانوني جديد في فلسطين، سيكون بمثابة النهاية لعملية السلام، ولمسار اتفاق أوسلو القائم منذ 18 عاماً، وسيدخل الفلسطينيون والإسرائيليون في مواجهة سياسية وقانونية، ستصل أصداؤها عاجلاً أم آجلاً إلى ساحة التحرير القاهرة.
  • أمّا المشكلة الصغيرة الثانية فهي "حماس"، إذ إنه على الرغم من الانتقادات الغاضبة التي وُجهت إلى عملية الرصاص المسبوك، فإن هذه العملية هي التي ضمنت الهدوء في الجنوب. لكن المشكلة لا تزال قائمة و"حماس" تزداد قوة، وتقوم بعمليات تهريب للسلاح من ليبيا إلى غزة مستغلة الفوضى في سيناء. كذلك فإن التحالف الإسرائيلي – المصري الذي استوعب "حماس" سابقاً لم يعد موجوداً، وكل يوم يمر تزداد فيه قوة "حماس"، ويتآكل فيه الردع الذي أوجدته عملية الرصاص المسبوك.
  • تملك "حماستان" اليوم قوة لم تكن تملكها في الماضي، وباتت قادرة على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وهي لا تحتاج إلى إظهار قوتها الجديدة، وإنما تنتظر نتائج التصويت في الأمم المتحدة، ونتائج الانتخابات في مصر، كما تنتظر أن يستنفد أيلول/سبتمبر الفلسطيني والربيع العربي نفسيهما. وبعد زوال الغموض السياسي والدبلوماسي، ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة وضع جديد في الجنوب، إذ سيثير كل هجوم على الإخوان المسلمين في غزة غضب الإخوان المسلمين في إستانبول وفي القاهرة.
  • وهناك مشكلة صغيرة ثالثة هي الوضع المتفجر في العالم العربي، فليس هناك جيش يهدد إسرائيل بصورة مباشرة، لكن أي حادث حدودي يمكن أن يتحول إلى أزمة كبيرة بالنسبة إلى إسرائيل. من هنا، فهي تحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى استخدام القوة، لكن في ظل حملة نزع الشرعية التي تتعرض لها حالياً، تجد نفسها غير قادرة على استخدام هذه القوة. لذا، فإن عدم وجود قبة حديدية سياسية يجعل الوضع الاستراتيجي لإسرائيل خطيراً.
  • كان يجدر بهذه المشكلات الصغيرة أن تفتح الأعين في القدس، وكان ينبغي للوضع الحساس في الضفة الغربية وقطاع غزة والعالم العربي أن يحدث صحوة لدى القيادة الإسرائيلية ويجعلها تدرك أن الحفاظ على الأمن القومي يتطلب منها تقديم مبادرة إسرائيلية.