عدائية أردوغان
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من أجل فهم أفضل للسياسة التركية الداخلية والخارجية، من المهم أن نفهم شخصية رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وأيديولوجيته، إذ تظهر الوثائق التي نشرتها ويكيليكس، والصادرة عن السفارة الأميركية في أنقرة مجموعة من التقديرات والتحليلات المتعلقة بشخصية أردوغان وبسلوكه.
- يمتاز أردوغان بكاريزما وقدرة على الإقناع، ونجاحاً ملفتاً في التوجه إلى الجزء الأكبر من المواطنين الأتراك، وفي تقديم نفسه في صورة الزعيم الذي يستحق أن يقف الناس إلى جانبه. كذلك يتمتع أردوغان بقدرة كبيرة جداً على التأثير في الزعماء السياسيين من أنحاء العالم كافة.
- ويتصف رئيس الحكومة التركية بنظرة براغماتية تنعكس في ابتعاده عن الإسلام المتطرف، وفي محاولته تفادي دعم أجندة حزبه الإسلامية، كما تظهر براغماتيته في علاقته بالولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه لا يرغب في أن يصنف بأنه من الموالين لأميركا.
- وكشفت وثائق ويكيليكس أن أردوغان هو من الزعماء السياسيين الذين يخططون للمدى البعيد، وذلك عبر اتخاذ خطوات سياسية تهدف إلى تحقيق سيطرته على أجهزة الدولة.
- ووفقاً لأحد المصادر، فإن التدهور في العلاقات بين تركيا وإسرائيل مرتبط بأردوغان الذي لديه مشاعر عميقة معادية لإسرائيل تستند إلى وجهة نظر دينية عميقة الغور. وتكشف المحادثات التي أجراها الأميركيون مع جهات داخل الحكومة التركية وخارجها أن رئيس الحكومة يكره إسرائيل.
- إن التهديدات التي وجهها أردوغان إلى إسرائيل، والتي قال فيها إن العلاقات الإسرائيلية مع تركيا لن تتحسن إذا لم ترفع إسرائيل الحصار البحري عن غزة، تؤكد أنه يعمل على تقوية "حماس". كما إن رفض تركيا الاعتراف بتقرير بالمار، الذي اعتبر أن الحصار الإسرائيلي على غزة شرعي، يؤكد الانطباع بأن أردوغان غير مستعد للقبول بهزيمته السياسية، وهو مستعد للدخول في مواجهة حتى مع الأمم المتحدة في حملته ضد إسرائيل.
- خلال الزيارة التي قام بها أردوغان لبعض عواصم دول "الربيع العربي"، ارتكب بعض الهفوات. فقد ضغط على الحكومة المصرية كي تسمح له بزيارة غزة، لكن القيادة العسكرية المصرية فضلت رفض طلبه، ولم تسمح له حتى بإلقاء خطابه في ساحة التحرير، كما إن التلفزيون المصري الرسمي لم ينقل كلمته مباشرة.
- وفي أثناء زيارته لتونس صرح أردوغان أن التعاون مع إيران في محاربة حزب العمال الكردستاني جيد جداً، وأن هناك احتمال للقيام بعملية مشتركة ضد معقل الأكراد في شمال العراق. ورداً على ذلك أعلن السفير الإيراني في أنقرة عدم وجود مثل هذه العملية المشتركة.
- من جهة أخرى، نشرت الصحف القبرصية أن أردوغان تحول من مدافع عن الاستقرار إلى العدو الأساسي له. وفي الواقع، فإن سياسة أردوغان المتمثلة في "تصفير المشكلات" تحولت إلى ما يمكن أن نسميه استراتيجيا "عدائية في كل الاتجاهات"، أي تجاه إسرائيل وإيران وقبرص واليونان، وإلى حد ما تجاه العراق وأرمينيا.