انتخاب أوباما أدى إلى تغيير النظرة العامة إزاء إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إن إسرائيل تجد نفسها، منذ العام الفائت، في خضم معركة من أجل الدفاع عن كرامتها وسمعتها. ويبدو أن قيام حركة "حماس" بإطلاق صواريخ القسّام وقذائف الهاون، طوال ثمانية أعوام، على المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية لم يعذّب ضمير [رئيس الحكومة التركية] رجب طيب أردوغان، ولا ضمائر أصحاب النفوس الرقيقة في العالم كافة.

·      علاوة على ذلك، فإن "حماس" ارتكبت مجازر كبيرة بحق أفراد حركة "فتح"، ولم تطلب أي دولة في العالم، بما في ذلك الدول الإسلامية، وقفها. ولا بُد، إزاء ذلك، من طرح السؤال: كيف لم يتم إقامة لجان، مثل "لجنة غولدستون" [لجنة الأمم المتحدة التي تقصّت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة في أواخر سنة 2008]، لتقصي وقائع المجازر التي ارتكبتها "حماس" في غزة، ووقائع "الإرهاب" الذي تعرّض له الأطفال والنساء داخل إسرائيل؟

·      ثمة سؤال آخر هو: هل أصبح العالم كله ضدنا الآن؟ بحسب رأيي، فإن أمراً واحداً قد تغيّر في الآونة الأخيرة، وهو ظهور ما يمكن تسميته "تأثير أوباما". لقد أدى انتخاب باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة إلى تغيير نظرة أعداء إسرائيل إلى ما كان يُعتبر تأييداً أميركياً أحادي الجانب لإسرائيل. ولا شك أيضاً في أن "تأثير أوباما" يعتبر عاملاً مشجعاً لإيران.

·      في واقع الأمر، فإن الذين توقعوا أن يضع أوباما إسرائيل في رأس سلم أولوياته ارتكبوا خطأ كبيراً، كما أن المهمة التي كلف مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، القيام بها، لم يُكتب لها النجاح حتى الآن.

من ناحية أخرى، فإنه على الرغم من أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو أقدم على خطوة مهمة هي قبول حل الدولتين لشعبين، فإن الفلسطينيين لا يكتفون بذلك. وتبقى المشكلة كامنة في عدم وجود زعيم فلسطيني في إمكانه أن يتكلم باسم الدولة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن قيام الفلسطينيين بتفويت الفرصة السانحة في الوقت الحالي، لا تعفي نتنياهو من واجب بذل أقصى جهوده من أجل تحقيق خطته الرامية إلى إقامة دولتين لشعبين، فهذه هي الطريق الوحيدة كي يثبت زعامته.