وزير الخارجية ونائبه يفاقمان عزلة إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       بلغت الحماقة المسيطرة على وزارة الخارجية الإسرائيلية في ظل قيادة أفيغدور ليبرمان ونائبه داني أيالون، هذا الأسبوع، ذروة أخرى. فقد طلب أعضاء وفد من الكونغرس الأميركي، قاموا بزيارة إسرائيل بمبادرة من منظمة جي ستريت اليسارية اليهودية في الولايات المتحدة، عقد لقاءات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، وواجهوا في البداية صعوبات وعراقيل كثيرة، وفي النهاية أعلنت وزارة الخارجية أن في إمكان أعضاء الكونغرس عقد هذه اللقاءات، ولكن بمفردهم من دون مرافقيهم من جي ستريت. وقد رفض الضيوف ذلك، وعقدوا مؤتمراً صحافياً اعتبروا خلاله تصرف الحكومة الإسرائيلية بمثابة "وصمة عار".

·       إن ما حدث يلحق ضرراً لا لزوم له بعلاقات إسرائيل الخارجية، ولا سيما أن تأييد الكونغرس الأميركي والجالية اليهودية في الولايات المتحدة يعتبر أهم ركيزة استراتيجية لإسرائيل.

·       ومن المعروف أن حكومة نتنياهو ـ ليبرمان تتعامل مع منظمة جي ستريت باعتبارها منظمة معادية لإسرائيل، في حين أن هذه المنظمة تعرّف نفسها بأنها مجموعة ضغط "من أجل إسرائيل، ومن أجل عملية السلام"، وأنها أُنشئت كي تشكل وزناً مضاداً لمنظمة إيباك، التي تتبنى مواقف أكثر يمينية. ووفقاً لأقوال المسؤولين في جي ستريت، فإن هذه المنظمة تمثل 150 ألف يهودي أميركي، ولديها علاقات جيدة بإدارة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.

·       إن غضب الحكومة الإسرائيلية على هذه المنظمة اليهودية عائد إلى تأييدها ضرورة استنفاد الخطوات الدبلوماسية مع إيران قبل فرض عقوبات قاسية عليها، ومطالبتها بإجراء تحقيق إسرائيلي بشأن الادعاءات الواردة في تقرير لجنة غولدستون [المتعلقة بفظائع الحرب الإسرائيلية في غزة]. غير أن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية اختاروا نزع شرعية هذه المنظمة، بدلاً من محاولة شرح مواقف إسرائيل وإقناع الضيوف الأميركيين بها.

·       لا شك في أن أعضاء الكونغرس الأميركي يستحقون اعتذاراً حكومياً رسمياً، لكن يبقى الأهم من ذلك هو إجراء تقويم جديد لعلاقات إسرائيل الخارجية في عهد ليبرمان. وعلى ما يبدو، فإن وزير الخارجية الإسرائيلية ونائبه يفاقمان عزلة إسرائيل بدلاً من تعزيز مكانتها الدولية. ولذا، يتعين على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التراجع سريعاً عن تعيينهما، وإيجاد بديل منهما.