الموساد بلّغ البريطانيين استخدامه جوازات سفر بريطانية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

على الرغم من قيام بريطانيا بالتحقيق في استخدام جوازات سفر بريطانية من جانب منفذي عملية اغتيال المسؤول الكبير في "حماس" محمد المبحوح في دبي، فإنه من المحتمل أن تكون بريطانيا على علم مسبق بأن منفذي الاغتيال سيستخدمون جوازات بريطانية. هذا ما نقلته صحيفة "الدايلي ميرور" هذا الصباح عن مصدر في الموساد الإسرائيلي، الذي قال للصحيفة إن جهاز المخابرات الإسرائيلي بلّغ المخابرات البريطانية M16، أنه ينوي تنفيذ عملية في الخارج يستخدم فيها جوازات بريطانية مزورة. ووفقاً لكلام المصدر في الموساد، فإن وزارة الخارجية البريطانية كانت على علم مسبق بعملية الاغتيال قبل ساعات من تنفيذها.

ونقلت صحيفة "الدايلي ميرور" عن مصدر في M16 تأكيده ما ذكره مصدر الموساد، وقال المصدر للصحيفة: "التقيت عميل المخابرات الإسرائيلي الذي قال لي إن الحكومة البريطانية تلقت معلومات عامة عن العملية التي ستنفذ في مكان ما من العالم، وأنه سيجري استعمال جوازات سفر بريطانية مزورة". وشدّد المصدر على عدم وجود أي تدخل بريطاني في العملية، وقال: "لم نكن نعرف من هو المستهدف، لكننا علمنا أن عملاء للموساد سيستخدمون جوازات سفر بريطانية".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (19/2/2010)، أنه على الرغم من الأجواء الطيبة التي حاول سفراء إسرائيل إشاعتها بعد التوضيحات التي قدموها بشأن اغتيال المبحوح، فإن العاصفة الدبلوماسية التي أثارها استخدام منفذي الاغتيال لجوازات سفر أوروبية، لم تتراجع. لكن القدس ما زالت على اعتقادها أن الانتقادات في الصحف الدولية، وخصوصاً البريطانية، لا أساس لها.

وعلى الرغم عدم اعتراف إسرائيل بضلوعها في العملية، فإن مصادر في القدس أمس، ذكرت أن مسؤولية الحرب على الإرهاب يتحملها المجتمع الدولي كله. وقال مصدر كبير: "ليست إسرائيل وحدها في حرب مع الإرهاب، فنحن جميعاً موجودون في المعمعة عينها. ودول الغرب كلها، المهددة من الإرهاب، تستخدم هذه الأساليب، وهناك موافقة ضمنية وتفاهم فيما بينها، ويجب مواصلة تبادل المعلومات والتنسيق."

وفي موازاة النشاطات الحثيثة التي تتمثل في استدعاء السفراء الإسرائيليين في العواصم الأوروبية ـ لندن، ودبلن، وبرلين، وباريس ـ تتواصل الاتصالات بين القيادة السياسية والجهات الاستخباراتية بشأن الأحداث التي وقعت في دبي. وتؤدي هذه الاتصالات إلى تهدئة الانتقاد الدبلوماسي الموجه إلى إسرائيل والذي يعتبرها مسؤولة عن اغتيال القيادي في "حماس". وأكد مسؤولون في القدس أمس أنه يبدو أن موجة الانتقادات أخذت في الهدوء الآن، بعد أن اتضح أن لدى الدول الغربية جميعها مصلحة في محاربة الإرهاب.

ونقلت صحيفة "هآرتس" (19/2/2010)، تكذيب الحكومة البريطانية للتقرير الذي نشرته صحيفة "الدايلي ميرور" والذي ورد فيه أن الموساد بلّغ الاستخبارات البريطانية مسبقاً نيته استخدام جوازات سفر بريطانية مزيفة في عملية اغتيال المبحوح. فقد قال الناطق بلسان وزارة الخارجية البريطانية، أن بلده لم يتلق المعلومات بشأن استخدام جوازات السفر إلا قبل بضع ساعات فقط من المؤتمر الصحافي الذي عقدته شرطة دبي.