إحراق المسجد مؤامرة تستهدف نسف العلاقات بين العرب واليهود داخل الخط الأخضر
تاريخ المقال
المصدر
- إن إحراق المسجد في هذه الأيام القريبة من ذكرى أحداث تشرين الأول/أكتوبر 2000، هو عمل تآمري واستفزازي من شأنه أن يتسبب بانفجار برميل البارود الكامن منذ أعوام في العلاقات المهملة بين العرب واليهود داخل حدود الخط الأخضر.
- طوبا الزنغرية هي قرية بدوية في الجليل الأعلى معروفة بتعاونها الأمني الذي يعود إلى أيام البلماح. وقد سقط عدد من أبناء هذه القرية في حرب التحرير، وفي معارك الدفاع عن الحدود الشمالية لإسرائيل.
- إن وجود هذه القرية البدوية المعزولة وسط تجمع سكاني يهودي أتاح، من جهة، فرصة اندماجها داخل المجتمع الإسرائيلي من دون وسطاء، إلاّ إنه خلق، من جهة أخرى، شعوراً بعدم الانتماء والحرمان. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، سعى زعماء القرية لإيجاد قاعدة للحياة المشتركة. وحاولت جهات دينية متشددة، طوال أعوام، التسلل إلى القرية وتجنيد أبنائها داخل صفوف "مقاتلي الإسلام"، مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والشعور بالحرمان لدى السكان، لكنها لم تحقق نجاحاً يذكر.
- بيد أن انخراط عدد من أبناء القرية في أعمال السرقة والنهب خلق أجواءً من الكراهية حولها. كذلك ووجه التشجيع على التطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي، الذي شكل جزءاً من تراث هذه القرية، بدعوات إلى عدم التعاون مع دولة الاحتلال. كما ووجهت المساعي الداعية إلى الانخراط في نسيج الحياة في الجليل بحملة دينية تشجع على المحافظة على الخصوصية العربية.
- أدى هذا الخليط من الضغوط الداخلية، بالإضافة إلى حساسية الكرامة البدوية، إلى نشوء واقع لا يحتمل، وبروز توترات داخلية وصلت إلى حد نشوب حرب بين العشائر. وقد استغل المتطرفون هذه الأزمة للقيام باعتدائهم الديني.
- فهل الذي أحرق المسجد يد يهودية تسعى للتحريض وإضرام النيران في الجليل عبر قرية عربية معزولة؟ أم هم أنصار الحركة الإسلامية الذين أرادوا التآمر وإشعال برميل البارود؟ أم أن ما جرى هو حرب عشائرية داخلية قد تجرنا إلى مكان لا يرغب أحد في أن يصل إليه؟