انعكاسات إعادة انتخاب بوتين على السياسة الروسية في الشرق الأوسط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • يسعى فلاديمير بوتين لاستعادة المكانة التي كانت لبلده قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، ولا بد من أن يكون لهذا الأمر انعكاسات على الشرق الأوسط. في الواقع، يثير "ربيع الشعوب العربية" غضب بوتين، فهو يشعر بالاستياء من التدخل العسكري لقوات الناتو في ليبيا، ويعارض بشدة التدخل العسكري في سورية، وقد أحبط المبادرة الأوروبية لفرض عقوبات على نظام الأسد. وعلى صعيد آخر، يقمع بوتين بيد من حديد كل محاولة من جانب الشيشان وداغستان وأنغوشيا للمطالبة بالاستقلال ضمن الاتحاد الروسي، فضلاً عن وقوفه ضد الاعتراف باستقلال كوسوفو.
  • في المقابل، عندما يصل الأمر إلى الموضوع الفلسطيني لا يلبث "الربيع" أن يزهر من جديد. فالصوت الروسي في مجلس الأمن يقف إلى جانب محمود عباس، وهذا الصوت هو الذي منع ذكر "الدولة اليهودية" في الخطة الأخيرة التي اقترحتها الرباعية الدولية.
  • تشكل هذه المواقف الروسية موضوع جدل وخلاف داخل الموساد والمؤسسة الأمنية ووزارة الخارجية الإسرائيلية. فثمة مدرسة تقول إن الروس "لا يتوقفون عن البصق في وجه إسرائيل"، ويذكر أتباع هذه المدرسة شحنات السلاح المتطور إلى سورية، والاتصالات التي تجريها روسيا مع "حماس" من دون موافقة الرباعية الدولية. وفي المقابل، ثمة مدرسة ثانية يقول أنصارها إن تحسناً طرأ على العلاقات مع روسيا خلال العقد الأخير. ويزعم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي جعل تحسين العلاقات مع روسيا هدفاً أساسياً له، أن هذه العلاقات هي حالياً "أفضل مما كانت عليه على الدوام". وبحسب رأي يفغني ستنوفسكي، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو، فإنه عندما يقتنع بوتين بأن إسرائيل لم تعد تتصرف بصفتها الولاية الـ 52 للولايات المتحدة الأميركية، فإنها ستحظى بمعاملة روسية خاصة.
  • يرى بعض المراقبين شبهاً بين بوتين وليبرمان، وقد يكون هذا الأمر صحيحاً بصورة جزئية فقط، وربما يعود ذلك إلى الخطاب الذي يستخدمه الكرملين في التعبير عن مصالحه، ومفاده: "إن الذي يحدد موقفنا من الربيع العربي هو الحرص على أمننا وعلى الاستقرار. قد يكون الأسد مجرماً والقذافي مجنوناً، لكن سبق أن شاهدنا استبدال أنظمة توتاليتارية - علمانية بأخرى إسلامية واقعة تحت تأثير إيراني، كما حدث في العراق. كذلك فإن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ستكون له انعكاساته في القوقاز. وعلى روسيا أن تخاف على نفسها، كما على إسرائيل أن تكون في طليعة الدول التي تخاف على نفسها أيضاً ، فالسلاح الليبي بات الآن في طريقة إلى غزة."
  • ويقول الروس: "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ورثناه عن الاتحاد السوفياتي منذ سنة 1988، تماماً مثلما اعترفنا بالدولة اليهودية لدى قيامها. واستبعاد موضوع تجميد الاستيطان عن خطة اللجنة الرباعية الدولية تم بموافقتنا، وضمن صفقة جرى من خلالها التنازل عن المطالبة بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية."
  • ويرى الروس أن أوباما أثبت في "خطابه الصهيوني" في الأمم المتحدة "أن الولايات المتحدة عاجزة عن أداء دور الوسيط النزيه. ونحن لدينا علاقات وثيقة مع الجانبين، وحتى مع حماس› التي لا يمكن تجاهلها بعد اليوم."
  • في خضم هذا الواقع الإقليمي المتغير، ينكشف ضعف الولايات المتحدة، في حين تسعى روسيا لأداء دور فاعل في المنطقة.