الشرطة الإسرائيلية تشدد الحراسة على جميع الأماكن الإسلامية المقدسة عقب إحراق مسجد في إحدى القرى العربية في الجليل الأعلى
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

تجددت مساء أمس (الاثنين) المواجهات بين سكان القرية العربية البدوية طوبا الزنغرية [في الجليل الأعلى] وبين قوات الشرطة الإسرائيلية، والتي كانت اندلعت في ساعات النهار في إثر عملية إحراق مسجد في القرية وكتابة شعار "جباية الثمن" على أحد جدرانه في ساعات الفجر الأولى [وهو الشعار نفسه الذي كتب عقب عمليات إحراق مماثلة تعرضت لها عدة مساجد في الضفة الغربية خلال العامين الفائتين].

وشهدت القرية طوال يوم أمس إضراباً عاماً شمل المرافق التجارية والمدارس، وخرج خلاله المئات من أبنائها في تظاهرة صاخبة توجهت إلى الشارع الرئيسي الخارجي الموصل إلى بلدة روش بينا [الجاعونة] وحاولوا إغلاقه، لكن الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من ذلك.

وأصدر القائد العام للشرطة يوحنان دانينو أوامر إلى جميع مراكز الشرطة تقضي بمضاعفة الدوريات وتشديد الحراسة على جميع الأماكن الإسلامية المقدسة ولا سيما على المساجد في أنحاء إسرائيل كلها.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش إن الشرطة تبذل كل ما في وسعها من أجل إلقاء القبض على منفذي الحريق، داعياً الجميع إلى ضبط النفس، وإلى عدم تمكين المتطرفين من توتير الأجواء بين المسلمين واليهود.

وقد تسبب الحريق بإلحاق أضرار كبيرة بالمسجد، وباحتراق عدد كبير من كتب القرآن الكريم.

وقال سكان من قرية طوبا الزنغرية إن إحراق المسجد يعتبر عملاً خطراً للغاية، مؤكدين أن متطرفين يهوداً يقفون وراءه. ودعا إمام القرية جميع السكان العرب في إسرائيل إلى مد يد المساعدة من أجل ترميم المسجد في أقرب فرصة ممكنة.

وأثارت عملية إحراق المسجد في إطار "جباية الثمن" حملة إدانة واسعة النطاق في صفوف كبار المسؤولين السياسيين. وأصدر ديوان رئيس الحكومة بياناً خاصاً قال فيه إن بنيامين نتنياهو يشعر بالغضب العارم إزاء هذه العمل، وأنه أصدر أوامر إلى الشرطة وجهاز الأمن العام [شاباك] تقضي بإجراء تحقيق شامل وإلقاء القبض على الفاعلين. كذلك زار رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس، برفقة الحاخامين الرئيسيين الأشكنازي والسفارادي، مساء أمس (الاثنين)، القرية وأعربوا عن استنكارهم لعملية إحراق المسجد.

وأكد عضو الكنيست أحمد الطيبي أن الذين أحرقوا المسجد في إطار "جباية الثمن" استمدوا التشجيع من عجز الشرطة الإسرائيلية عن إلقاء القبض على أي مشتبه فيه بعمليات شبيهة تم فيها إحراق عدد من المساجد في قرى الضفة الغربية.

من ناحية أخرى علمت صحيفة "هآرتس" أن جهاز الشاباك يتخوف من إمكان تنفيذ عناصر يمينية متطرفة عمليات مسلحة ضد فلسطينيين في المناطق [المحتلة]. وحذر هذا الجهاز المؤسسة السياسية في إسرائيل مؤخراً من احتمال تصعيد عنف اليمين المتطرف في الضفة الغربية، بما في ذلك ضد موظفي الإدارة المدنية الإسرائيلية.