· ن العصر الحديث والحاجة إلى اغتيال أشخاص في أماكن محميّة جيداً بوسائل إلكترونية متطورة، يجعلان اللجوء إلى سلاح الاغتيال أكثر تعقيداً من ذي قبل. وعلى الرغم من الصور والتفصيلات، التي كشفت شرطة دبي النقاب عنها أمس، والتي قالت إنها متعلقة بعملية اغتيال [المسؤول العسكري في "حماس"] محمود المبحوح، إلا إن ذلك لا يعني، بصورة قاطعة، أن الأشخاص الذين جرى الحديث عنهم هم الذين اغتالوه فعلاً.
· إن ما تؤكده هذه الصور وسائر التفصيلات هو أن هؤلاء الأشخاص مرتبطون بعضهم ببعض، ويعملون من خلال التنسيق الجماعي، مع مراعاة التستر على العلاقات فيما بينهم. وفي حال كون خطة الاغتيال، التي قام قائد شرطة دبي برسمها، صحيحة، فإن ما يجب قوله هو أن المبحوح وقع في فخّ محكم، وكانت احتمالات نجاته منه احتمالات ضئيلة للغاية.
· من الواضح أيضاً أن أعضاء الخلية أخذوا في الاعتبار حقيقة وجود كاميرات حراسة في داخل الفندق، ولذا، فإنهم استعملوا وسائل تمويه. لكن في الوقت نفسه، يبدو أن الذي أصدر أوامر الاغتيال لم يأخذ في الاعتبار مدى التصميم والمثابرة لدى شرطة دبي، إذ إن تحقيقاتها تدل على أنها لم تقم بتفحص الكاميرات في الفندق فحسب، بل قامت أيضاً ببذل جهود كبيرة لجمع معلومات تتعلق بعملية الاغتيال في أنحاء المدينة كلها.
· ختاماً، فإنه بغض النظر عن هوية الجهة التي أرسلت هؤلاء العملاء، وعن هوية البلد الذي جاؤوا منه، يبقى الأمر الأهم هو أننا أصبحنا في عصر جديد، وأن عصر الاغتيالات التي لا تترك أي أثر وراءها قد ولى إلى غير رجعة. كما أنه يمكن الافتراض أن الذي أرسل هؤلاء العملاء إلى دبي يفكر ملياً الآن فيما إذا كان في إمكانه إرسالهم، في المستقبل، إلى مهمات أخرى، بعد أن كُشف النقاب عن صورهم في العالم كله.