محادثات نتنياهو في موسكو ركزت على العقوبات ضد إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف خلال لقائهما في الكرملين أمس إيصال رسالة إلى حركة "حماس" بشأن المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شاليط، وفحوى الرسالة هو أن إسرائيل معنية بصفقة تبادل الأسرى لكنها لن تبدي مزيداً من المرونة في قضية الإفراج عن الأسرى [الفلسطينيين]. ووفقاً لمصدر إسرائيلي، فقد قال الروس خلال اللقاء أنهم لا ينوون تنفيذ صفقة بيع إيران صواريخ متطورة من طراز س ـ 300 في هذه المرحلة.

وذكر مصدر رفيع المستوى في الوفد المرافق لرئيس الحكومة أن نتنياهو أثار قضية العلاقات بين روسيا وحركة "حماس" خلال لقائه مع الرئيس مدفيديف. وكان وفد رفيع المستوى من "حماس"، برئاسة خالد مشعل، قد زار روسيا خلال الأسبوع الفائت. وأكد نتنياهو أمام مدفيديف أنه لا يجوز إضفاء الشرعية السياسية على حركة "حماس". وسأل الرئيس الروسي بدوره عما إذا كانت إسرائيل معنية بأن تقدم روسيا المساعدة في الاتصالات المتعلقة بالإفراج عن الجندي غلعاد شاليط، فقال نتنياهو: "نحن غير راضين عن علاقاتكم بـ'حماس'. لكن نظراً إلى أن هذه العلاقات قائمة، فيمكنكم أن تنقلوا رسائل متعلقة بموضوعات إنسانية. قولوا لـ 'حماس' إنها لن تتلقى منا اقتراحاً أفضل بشأن صفقة التبادل".

وكان أحد الموضوعات الرئيسية التي أثيرت خلال اللقاء، الصفقة الروسية لبيع إيران صواريخ مضادة للطائرات من طراز س ـ 300. ومن شأن تزويد إيران بهذه الصواريخ وضع صعوبات كبيرة أمام أي هجوم جوي ضد المنشآت النووية الإيرانية. ووفقاً لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أكد الرئيس الروسي خلال لقائه نتنياهو أن روسيا لن تنفذ الصفقة في الوقت الراهن. وفي سياق المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام لقاء نتنياهو مع مدفيديف، قال نتنياهو رداً على سؤال متعلق بهذا الموضوع: "إنني أثق بما سمعته من الرئيس الروسي بهذا الشأن. أعلم أن ما يوجه روسيا هو الاعتبارات المتعلقة باستقرار المنطقة، وبعد المحادثات التي أجريتها مع الرئيس مدفيديف، فإنني مقتنع بذلك تماماً".

وكان من الموضوعات الأخرى التي بُحثت بتوسع خلال لقاء الزعيمين، موضوع فرض عقوبات على إيران من جانب مجلس الأمن. وأكد نتنياهو أمام مدفيديف أنه يجب فرض عقوبات مشددة على إيران تكون قادرة على التأثير في النظام الإيراني وحمله على وقف برنامجه النووي. وقال نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي أنه أكد أمام الرئيس الروسي أن العقوبات يجب أن تتركز على قطاع الطاقة الإيراني الذي يعتمد 80% من اقتصاد إيران عليه: "قلت للرئيس مدفيديف إن هناك حاجة إلى عقوبات تمس استيراد النفط المكرر إلى إيران وتصدير النفط الإيراني. ووجدت لدى الرئيس الروسي تفهماً كبيراً للمشكلات التي تقلقنا فيما يتعلق بإيران".

وعلى الرغم من أجواء التفاؤل التي عمت الوفد الإسرائيلي عقب لقاء نتنياهو ومدفيديف، فإنه لا يزال من غير الواضح تماماً ما إذا كانت روسيا ستؤيد فرض عقوبات مشددة على إيران ("يديعوت أحرونوت"، 16/2/2010). وقال مصدر رفيع المستوى في الوفد المرافق لرئيس الحكومة أمس إن اختبار مدفيديف في الموضوع الإيراني يكمن في النتائج التي ستتوصل إليها الدول المسؤولة عن هذا الموضوع، بما فيها روسيا. وأضاف: "إن شعورنا بعد اللقاء مع مدفيديف وقبيل اللقاء مع رئيس الحكومة فلاديمير بوتين هو شعور طيب، لكن سنرى كيف ستتطور الأمور".