شن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه أمس في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست هجوماً لاذعاً ضد تقرير غولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عملية "الرصاص المسبوك" في غزة، قائلاً إن هذا التقرير المجحف يطعن في حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. وكرر نتنياهو دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، ثم أضاف: "إننا نعمل من أجل أن تؤدي جهود إدارة الرئيس أوباما إلى استئناف محادثات السلام في القريب العاجل، ومن دون شروط مسبقة".
وقال نتنياهو في خطابه: "خلال الأشهر الأخيرة، أشرتُ إلى رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية وإلى جذور النزاع المستمر. فمنذ 60 عاماً والفلسطينيون يقولون 'لا للدولة اليهودية'. إنني أناشدهم: 'قولوا نعم'. اصنعوا سلاماً مع الدولة القومية للشعب اليهودي التي ضمنت لكل مواطنيها غير اليهود حقوقاً كاملة. إنني أعرف أن هذا الاعتراف ليس أمراً بسيطاً. أعلم أنه خطوة تتطلب شجاعة، وأدعو قادة السلطة [الفلسطينية] إلى أن يقولوا الحقيقة لشعبهم، وهي أنه من دون الاعتراف بإسرائيل لن نتمكن من الوصول إلى السلام. آن الأوان كي يقول زعماء الدول العربية الحقيقة لشعوبهم: إن الدولة اليهودية ليست عدوة للإسلام، وإنما هي تنشد السلام، ويجب إقامة السلام معها...
"قبل عام فقط، عرضت الحكومة السابقة على الفلسطينيين تنازلات بعيدة المدى وأجرت معهم محادثات كثيرة... لكن ذلك لم يفضِ إلى أي شيء. لماذا؟ لأن القيادة الفلسطينية لم تكن مستعدة لإعلان انتهاء النزاع وانتهاء المطالبات، وللاعتراف بالدولة اليهودية اعترافاً قاطعاً وحقيقياً.
"لقد بلورنا إجماعاً قومياً على مبادئ السلام التي ذكرتها في خطابي في جامعة بار إيلان، وهي: الاعتراف بالدولة اليهودية؛ حل مشكلة اللاجئين؛ تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح بصورة فاعلة ومعترف بها؛ إعلان انتهاء المطالبات إزاء إسرائيل. في المقابل، عملنا في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] من أجل زيادة رفاه جيراننا الفلسطينيين...
"إنني لا أضع شروطاً مسبقة لمحادثات السلام، ونحن نعمل من أجل أن تؤدي جهودنا المشتركة مع إدارة أوباما إلى استئنافها قريباً".
وتطرق نتنياهو إلى تقرير غولدستون قائلاً: "أود أن أوضح هنا أن إسرائيل لن تتخذ مجازفات من أجل السلام إذا لم يكن في استطاعتها الدفاع عن نفسها. إن هذا التقرير يصور زعماء إسرائيل وقادة الجيش الإسرائيلي وجنوده على أنهم مجرمو حرب، غير أن الحقيقة هي العكس. لقد انطلق قادة إسرائيل وجيشها للدفاع عن إسرائيل ضد مجرمي الحرب.
"لن نوافق على أن يُستدعى [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت، و[وزير الدفاع] إيهود باراك و[وزيرة الخارجية السابقة] تسيبي ليفني إلى كرسي الاتهام في لاهاي. لن نوافق على نعت قادة الجيش الإسرائيلي بمجرمي الحرب، بعد أن دافعوا بشرف وبطولة عن مواطني دولة إسرائيل ضد عدو متوحش ...".