الولايات المتحدة بلّغت مصر: المصالحة الداخلية الفلسطينية في الوقت الحالي ستضر بعملية السلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

بلّغت الولايات المتحدة مصر رسالة فحواها أنها تتحفظ على توقيع اتفاق المصالحة الداخلية الفلسطينية بصيغته الحالية وفي هذا التوقيت. ففي لقاء تم بين المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، ومدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، قال ميتشل إن الولايات المتحدة لن تؤيد اتفاق مصالحة لا يتماشى مع شروط الرباعية الدولية، كما يتبين من صيغة الاتفاق الحالية. وعلى حد قول مسؤول أميركي رفيع المستوى، فإن ميتشل أوضح للمصريين أن الولايات المتحدة تتوقع من أي حكومة فلسطينية، وكذلك من الوزراء كلهم الذين سيكونون أعضاء في هذه الحكومة، الموافقة على شروط الرباعية، وهي: التخلي عن الإرهاب؛ الاعتراف بالاتفاقات السابقة؛ الاعتراف بإسرائيل. وعلى حد قول ميتشل، فإن الاتفاق الحالي هو اتفاق سيء، وتوقيعه الآن، سيضر بفرص استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وعلى الرغم من تبادل الاتهامات القاسية بين حركتي "حماس" و"فتح" بشأن تقرير غولدستون وسائر الاتهامات التي توجهها كل منهما إلى الأخرى، فإنه يبدو أن ممثلي الحركتين سيوقّعون، بعد يومين، اتفاق المصالحة الذي صاغه المصريون. ومع ذلك، من المرجح أن تجرى مراسيم المصالحة الرسمية التي سيشارك فيها رؤساء الفصائل الفلسطينية، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد عيد الأضحى في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر.

وبحسب الصيغة المصرية، سيصدر عباس أمراً رئاسياً قبل 25 تشرين الأول/ أكتوبر يعلن فيه إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الفلسطينية في 28 حزيران/ يونيو 2010؛ وستقوم لجنة مشتركة من جميع الفصائل بإدارة شؤون غزة، وسيكون عباس مسؤولاً عنها؛ وستُنشأ في القطاع قوة أمنية تتألف من الفصائل كافة.

وقد توصل المصريون إلى هذه الصيغة بعد الأزمة الأخيرة التي أعلنت "حماس" في سياقها أنها لا تستطيع المشاركة في مراسيم المصالحة مع أبو مازن، بعد قراره المتعلق بتقرير غولدستون. وعقب إدراك المصريين أن "حماس" غير معنية بحضور المراسيم التي كان من المزمع أن تتم في 26 تشرين الأول/ أكتوبر في القاهرة، أعلنوا أنهم سيرسلون وثيقة الاتفاق إلى الطرفين، وأنهم يتوقعون منهما توقيعه في 15 تشرين الأول/ أكتوبر. أما باقي الفصائل فستوقّع الاتفاق قبل 20 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقد تسلم رئيس السلطة الفلسطينية الوثيقة أول أمس، وأعلنت "فتح" أنها توافق على الصيغة المصرية، إلاّ أنه من غير الواضح ما إذا كانت "حماس" ستوقّع الوثيقة، أو ستضع صعوبات إضافية أمام التوقيع.