تأثير الصوت اليهودي
تاريخ المقال
المصدر
- أود أن أشكر حاكم تكساس الجمهوري ريك بيري الذي وجه أول أمس انتقادات عنيفة لا سابق لها إلى سياسة الرئيس أوباما تجاه إسرائيل، لأن الرد على كلامه ما لبث أن أتى على لسان أوباما نفسه. ويبدو أن تراجع شعبية أوباما في استطلاعات الرأي، والتقديرات بأن الصوت اليهودي المؤيد تقليدياً للديمقراطيين في الانتخابات الأميركية لن يدعم أوباما، كان لهما تأثيرهما في اللهجة الحارة التي استخدمها أوباما في الحديث عن إسرائيل في خطابه أمام الأمم المتحدة.
- لـم يشـكـل خطــاب أوبامـا صفعـة لمحمـود عبـاس فقـط، بـل أيـضـاً لممثلــي الــدول الـ 193 الحاضرة. فهل غيّر أوباما جلده وأصبح يمينياً متطرفاً؟ من الممكن أن يكون ما قاله أوباما هو الحقيقة التي كان نتنياهو سيقولها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يبق لنتنياهو ما يقوله غداًَ سوى أن يستشهد بما جاء في خطاب أوباما بشأن إسرائيل.
- لقد حرص أوباما على عدم ذكر حدود 67 التي أثارت خلافاً كبيراً بينه وبين نتنياهو قبل خمسة أشهر. وأصبح في إمكاننا اليوم أن نتحدث عن أسلوب أوباما، صحيح أنه ينتقد إسرائيل، لكنه لا يلبث بعد مرور وقت قصير أن يتراجع عن مواقفه. ويبدو أن التغير في موقفه لا يعود إلى اقتناعه العميق بأن تأسيس دولة لا يكون عبر الطريق المختصر، وإنما إلى المعركة الرئاسية الأميركية التي كانت ظلالها تحوّم في فضاء قاعة الأمم المتحدة أمس.
- لذا، علينا ألاّ نتفاجأ، إذا ما جرى انتخاب أوباما لولاية رئاسية ثانية، من عودته إلى انتقاداته المزعجة وإلى ضغوطه على إسرائيل، وذلك في حال لم تنشأ دولة فلسطين حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2012.