نتنياهو يدعو زعماء العالم إلى الاقتداء بأوباما ومعارضة المبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زعماء العالم إلى أن يحذوا حذو الرئيس الأميركي باراك أوباما فيما يتعلق بمعارضة المبادرة الفلسطينية الرامية إلى نيل اعتراف الأمم المتحدة بإقامة دولة مستقلة من جانب واحد، مؤكداً أن المواقف التي تضمنها خطاب أوباما أمس (الأربعاء) في مناسبة افتتاح الدورة السنوية لهذه المنظمة الدولية في نيويورك وعشية مناقشة المبادرة الفلسطينية المذكورة، تعتبر بمثابة شهادة شرف بالنسبة إلى إسرائيل.

جاء ذلك في إطار مؤتمر صحافي مشترك عقده الزعيمان الإسرائيلي والأميركي في ختام لقاء عقد بينهما في إثر ذلك الخطاب، وأعرب نتنياهو خلاله عن شكره العميق لأوباما على خطابه [الذي أكد في سياقه أنه لا يمكن اختزال طريق إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولا يمكن تحقيق سلام من خلال قرارات تتخذها الأمم المتحدة] وعلى الجهود التي يبذلها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على وجوب جلوس الإسرائيليين والفلسطينيين حول طاولة المفاوضات بغية التوصل فيما بينهما إلى اتفاق بشأن الاعتراف المتبادل والإجراءات الأمنية، باعتبار ذلك الطريق الوحيدة لتحقيق سلام مستقر ودائم.

وخاطب رئيس الحكومة الرئيس الأميركي قائلاً: "لقد أوضحت [في سياق الخطاب أمام الأمم المتحدة] أن الفلسطينيين يستحقون دولة مستقلة خاصة بهم، لكن على هذه الدولة أن تعقد سلاماً مع إسرائيل، لذا فإن محاولة الفلسطينيين الحصول على عضوية سياسية في الأمم المتحدة من جانب واحد ستُمنى بالفشل."

أمّا أوباما فأكد في المؤتمر الصحافي أن التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة بات أقوى من أي فترة سابقة، مشدداً على أن العلاقات بين الدولتين متينة للغاية، وعلى أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل غير خاضع للمساومة.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اللقاء المغلق الذي عقد بين نتنياهو وأوباما قبل المؤتمر الصحافي المشترك، في إثر خطاب الأخير في الأمم المتحدة، والذي استغرق ساعة واحدة، تناول عدة موضوعات منها: استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؛ التغيرات الأخيرة التي طرأت على الشرق الأوسط؛ تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا؛ تعاظم الجهود الإيرانية الهادفة إلى إرسال مزيد من الأسلحة إلى حزب الله في لبنان؛ ضرورة تشديد العقوبات المفروضة على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.

هذا، وتوالت ردات الفعل في إسرائيل على الخطاب الذي ألقاه أوباما لدى افتتاح الدورة السنوية للأمم المتحدة أمس (الأربعاء).

وقالت زعيمة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة حزب كاديما] إن الرئيس الأميركي أعلن وقوفه إلى جانب إسرائيل لكنه لم يعلن تأييده سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، ومجرد ذلك يجب أن يلزم هذا الأخير أن يبادر على وجه السرعة إلى تحريك العملية السياسية، لأن أوضاع إسرائيل في الشهر المقبل ستكون أسوأ كثيراً من أوضاعها خلال الشهر الحالي، مشددة على أن أول ما يتعين على الحكومة أن تفعله هو الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.

وأضافت ليفني أن حزب كاديما سيدعم الحكومة في حال سعيها نحو التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني. ورأت أنه لو كانت إسرائيل هي التي تمسك بزمام المبادرة فيما يتعلق بعملية السلام لما كانت الأوضاع بينها وبين تركيا قد تدهورت، ولما كانت الجماهير الشعبية في مصر تتذرع بحجة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني كي تهاجم السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن خطاب الرئيس الأميركي أثبت مرة أخرى أن أوباما هو حليف وصديق لإسرائيل، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تدعم حاجات إسرائيل الأمنية على نطاق واسع وشامل وغير مسبوق. وأعرب باراك عن أمله في أن يتيح خطاب أوباما والتطورات اللاحقة في الأمم المتحدة إمكان استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على وجه السرعة، فضلاً عن كبح أي خطوات أحادية الجانب.

في المقابل قال نائب رئيس الحكومة سيلفان شالوم [ليكود] إن إسرائيل أخفقت في إقناع العالم بأن الجانب الفلسطيني هو الذي يرفض السلام، وبأن إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة من أجل تحقيقه.

وذكرت صحيفة "معاريف" (22/9/2011) أن خطاب الرئيس الأميركي في الأمم المتحدة يعتبر الأكثر تأييداً لإسرائيل منذ أن تسلم مهمات منصبه، مشيرة إلى أن الخطاب أثار غضباً عارماً في صفوف القيادة الفلسطينية إلى درجة جعلت أحد كبار المسؤولين في حركة "فتح" يصف أوباما بأنه "دمية في يد الصهيونيين." لكن أعضاء الوفد الفلسطيني أكدوا أن موقفهم لم يتغير بسبب الخطاب، وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيلتقي غداً (الجمعة) الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسيسلمه طلباً رسمياً بشأن ضم فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة بواسطة قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة تواصلان بذل جهود كبيرة تهدف إلى منع تشكل أغلبية تؤيد الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن. ولهذا الغرض التقى نتنياهو أمس (الأربعاء) رئيس الغابون، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس نيجيريا، لإقناعهما بالتصويت ضد المبادرة الفلسطينية.