دبلوماسية الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط مُنيت، حتى الآن، بالفشل الذريع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      إن الجولة الحالية، التي يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تتميز بمحاولة معرفة الخطوات التي تبدو إسرائيل على استعداد لاتخاذها لمصلحة عملية السلام مع الفلسطينيين، وما الذي يمكنها أن تساهم فيه من أجل تعزيز نفوذ [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس. ومن المعروف أن ميتشل كان يعرف تماماً، لدى أول زيارة له هنا، في آذار/ مارس الفائت، ما هي الخطوات المطلوبة من أجل ذلك، بل يمكن القول إنه كان لديه خطة، وقد قام بطرح مطالب وإملاءات أدت إلى حشر الحكومة الإسرائيلية في الزاوية.

·      بناء على ذلك، فإن الفارق الكبير بين ما كانت مهمة ميتشل عليه، في آذار/ مارس الفائت، وبين ما أصبحت عليه الآن، في تشرين الأول/ أكتوبر، يعكس قصة الفشل الذريع الذي مُنيت به الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، حتى الآن. ويبدو أن الذين قرروا منح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام كانوا ضحايا بلبلة معينة.

·      تجدر الإشارة إلى أن ميتشل أعلن، في إثر تسلم مهمات منصبه هذا، أن وظيفته الرئيسية هي التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في غضون عامين. وقد طرح في البداية معادلة تجميد الاستيطان [في المناطق المحتلة] بصورة مطلقة، غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، نجح في أن يحصل من الولايات المتحدة على معادلة أخرى فحواها تجميد الاستيطان في مقابل تطبيع العلاقات مع العالم العربي.

·      لكن يبدو أن هذه المعادلة أيضاً تعاني خللاً كبيراً. وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي نفسه قام بزيارة السعودية من أجل الحصول على موافقتها على هذه المعادلة، إلا إنه جوبه برد سلبي.

·      من ناحية أخرى، فإن الجهود الرامية إلى ضم سورية إلى عملية السلام مُنيت هي أيضاً بالفشل. وتبقى المشكلة هنا في أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يتعاون مع الأميركيين، إذ إنه مستمر في عرقلة تأليف حكومة جديدة في لبنان، وفي دعم "الإرهاب" في العراق، وفي اللعب بالنار مع إسرائيل بواسطة حزب الله.

إن ما يحدث في الآونة الأخيرة هو أن الأميركيين يحاولون ترميم المعادلة، ولذا، فإنهم يستعينون بالخبير القديم والجيد دنيس روس. ومع أن روس خبير دولي في شؤون الشرق الأوسط، إلا إن خبرته منحصرة في الخطوات الإجرائية المطلوبة من أجل دفع عملية السلام، أكثر منها في جوهر هذه العملية.