جولة ميتشل لن تسفر عن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

عقد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجتماعاً بعد ظهر أمس (الأحد)، اتفقا فيه على الاجتماع ثانية. وانضم وزير الدفاع إيهود باراك إلى الاجتماع الذي دام أكثر من نصف ساعة، وفي ختام الاجتماع، وصفه الجانبان بأنه كان "جيدا". وخلال الأسبوع الجاري، سيغادر مستشارا نتنياهو السياسيان، يتسحاق مولخو ومايك هيرتسوغ، إلى الولايات المتحدة لمواصلة المحادثات.

وبعد أسبوعين من لقاء القمة الذي عُقد في نيويورك [بين رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو]، لا يلوح في الأفق حتى الآن إمكان لاستئناف المفاوضات بين حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية ("معاريف"، 11/10/2009). وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الأميركيون في محاولة حل النزاع الإقليمي، فإنهم لم ينجحوا حتى الآن في إقناع الطرفين ببدء الحوار. وسيعقد ميتشل لقاء آخر مع نتنياهو [نهار الأحد] في محاولة لإقناعه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع ممثلي السلطة الفلسطينية.  وما لم يفاجئ نتنياهو المندوب الأميركي بموقف جديد، فإن حكومة الليكود ـ العمل ـ "إسرائيل بيتنا"، ستواصل التخندق وراء موقفها الثابت، وسترفض إعلان تجميد بناء المستوطنات، وهو الشرط الأساسي الذي يطرحه الفلسطينيون لبدء المفاوضات.

وبعد ستة أشهر من تولي نتنياهو منصب رئاسة الحكومة، تحققت الخشية الرئيسية التي كان يشعر بها منتقدوه، وهي: لا مفاوضات، ولا عملية سياسية. ويعود ميتشل إلى البلد [في إثر زيارته لمصر] بعد أن درس الوضع ميدانياً خلال الأسبوع الفائت، وبعد أن اجتمع بالقيادة الإسرائيلية، بمن فيها نتنياهو وباراك والرئيس شمعون بيرس ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وفي ختام المحادثات، أدلى المجتمعون بتصريحات متفائلة إلى وسائل الإعلام، لكن عندما هدأت الضجة تبين أنه لم يتحقق أي تقدم خلال جولة المحادثات الأخيرة أيضاً.

والأمر الواضح هو أن واشنطن قررت القيام بكل ما يمكن تقريباً من أجل أن تجلب بشرى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولذا قررت تجنيد مصر لهذه الغاية ("يديعوت أحرونوت"، 11/10/2009). ومساء السبت غادر ميتشل إلى القاهرة للاجتماع بمدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط. وتقدّر أوساط القدس أن ميتشل يسعى لتجنيد المصريين الذين يشكلون لاعباً رئيسياً في المنطقة من أجل ممارسة نفوذهم على الرئيس أبو مازن كي يشرع في المحادثات المباشرة في أقرب وقت ممكن.

ولم تؤد اللقاءات التي عقدها ميتشل مع نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين نهار الجمعة الفائت إلى تفاؤل كبير في القدس. وتقدّر الأوساط الإسرائيلية أن الصعوبات ناجمة أساساً عن تدهور مكانة الرئيس الفلسطيني بعد طلبه تأجيل مناقشة تقرير غولدستون. والآن يتشدد عباس في مطالبه، ويقول للأميركيين إنه لا معنى للتسرع في بدء مفاوضات لن تفضي إلى أي نتيجة.

وقالت مصادر في القدس: "لم نصل إلى الذروة بعد، وهناك صعوبات. ومع ذلك، من الواضح أنه يجب تحديد موعد وإطار للمباحثات، وذلك على الرغم من الصعوبات التي يضعها الفلسطينيون. إن إسرائيل مستعدة لإبداء المرونة، وهي أيضاً مستعدة للتحدث عن الاتفاق الدائم كما يريد أبو مازن، لكنها ليست مستعدة بأي حال من الأحوال للتحدث عن العودة إلى حدود 1967 قبل أن تبدأ المفاوضات المباشرة. الآن بقي أمامنا إقناع الفلسطينيين، أيضاً بواسطة الرئيس مبارك، بأنه يجب البدء بالتحدث مباشرة. ويجب أن يُدرج هذا الأمر في التقرير الذي ستقدمه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى الرئيس أوباما بعد نحو أسبوع".