ما هي الخطة الحقيقية للجنة الرباعية الدولية؟
تاريخ المقال
المصدر
- تمثل خطة الرباعية الدولية القاسم المشترك في حده الأدنى الذي يمكن التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. قد تبدو الخطة ظاهرياً أنها إنجاز بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية لأنها تتحدث عن استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، وعن مؤتمر دولي قد يعقد أو لا يعقد في موسكو، في موعد لم يتقرر بعد، وعن جدول زمني غير مرتبط بفرض عقوبات على الطرف الذي لا يتقيد به.
- لكن يجدر بالحكومة أن تدرك المغزى الفعلي لموافقتها على القرار الأخير للجنة الرباعية ، في حال موافقتها عليه ، إذ جاء في هذا القرار "أن اللجنة لاحظت بعناية" توجه محمود عباس إلى مجلس الأمن. ومعنى هذا باللغة الدبلوماسية تبني الرباعية لهذا التوجه. كذلك تقف الرباعية الدولية موقفاً إيجابياً من المبادرة العربية للسلام التي تدعو الطرفين إلى الامتناع من القيام بخطوات استفزازية من دون الدخول في التفصيلات، إلاّ إن المعنى الحقيقي لهذا هو الطلب من الفلسطينيين عدم اللجوء إلى العنف، والطلب من إسرائيل الامتناع من البناء في المناطق التي احتلتها سنة 1967، والدليل على ذلك ردات فعل اللجنة على القرار الأخير للبناء في حي جيلو في القدس.
- يصادق قرار الرباعية على القرارات الخاصة الصادرة عن مجلس الأمن: القرار242 (سنة 1967) الداعي إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها"؛ القرار 338 (سنة 1973) الذي يدعو الطرفين إلى المشاركة في مؤتمر دولي؛ القرار 1397(سنة 2002) الذي يطلب من الطرفين تبني تقرير ميتشيل وخطة تينيت الأمنية؛ القرار 1515(سنة 2003) الذي أقر خريطة الطريق ورؤية حل الدولتين؛ القرار 1850 (سنة 2008) الذي تبنى خطة مؤتمر أنابوليس وطالب الطرفين الوفاء بالتعهدات التي التزما بها في خريطة الطريق، واقترح عقد مؤتمر دولي في موسكو في سنة 2009. إلى جانب كل ذلك، يتطرق قرار الرباعية بصورة منفصلة إلى خريطة الطريق من دون ذكر تحفظات حكومة شارون عليها البالغة 13 تحفظاً. ويقترح القرار قيام إسرائيل "بتفكيك المواقع الاستيطانية غير الشرعية المقامة منذ سنة 2001"، وتبني مقترحات تقرير ميتشيل الداعية إلى"تجميد إسرائيل كل النشاطات الاستيطانية بما فيها تلك المتعلقة بالنمو الطبيعي."
- أعتقد أنه ليس في نية الحكومة الحالية تنفيذ هذه التوصيات، وستتمسك بمبدأ عدم طرح شروط مسبقة للمفاوضات، معتبرة أن البناء في المستوطنات لا يشكل خطوة استفزازية. وقد تبدي هذه الحكومة استعدادها للصفح عن عدم ذكر تحفظات الحكومات السابقة على خريطة الطريق، لأنها تتوقع أن يرفض الفلسطينيون قرار الرباعية، الأمر الذي يجعلهم رافضين للسلام.
- ليس في نية حكومة نتنياهو تجميد البناء في المستوطنات، وبالتأكيد ليس وفق الصيغة التي يقترحها ميتشيل. لكن في حال وافقت الحكومة على قرار الرباعية، وهي تدرك تماماً ما تفعله، فإن هذا سيشكل منعطفاً حقيقياً.