احتمالات تحوّل إيران إلى دولة نووية أكبر من احتمالات تحولها إلى دولة أكثر اعتدالاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       يبدو أن النظام الإيراني اجتاز أمس، بسلام، اختبار القوة الأهم في يوم الذكرى السنوية الـ 31 للثورة الإسلامية، إذ إن جماهير غفيرة تعتبر في معظمها مؤيدة لهذا النظام، خرجت إلى الشوارع بهذه المناسبة. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، وجّه رسالة تهديد أخرى إلى العالم بإعلانه أن بلده أصبح، عملياً، دولة نووية.

·       بطبيعة الحال، فإن الصورة الدقيقة للوضع في إيران ليست في متناول اليد الآن، لكن على الرغم من ذلك، فإن ما أصبح واضحاً هو أن احتمالات تحوّل إيران إلى دولة نووية أكبر كثيراً من احتمالات تحوّلها إلى دولة أكثر اعتدالاً.

·       فقد جرى، في احتفالات أمس، إبراز أهمية البرنامج النووي الإيراني، وتحوّل المهرجان الشعبي المركزي إلى تظاهرة تأييد كبيرة لهذا البرنامج، مقرونة بالوعود الثابتة التي يطلقها نجاد، وفي صلبها القضاء على إسرائيل. كما أعلن نجاد نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بمستوى 20%، وأن في إمكانه تخصيبه بمستوى 80% (القريب من المستوى المطلوب لإنتاج أسلحة نووية)، لكنه لا يفعل ذلك لأنه غير معني بالسلاح النووي.

·       بناء على ذلك، فإن الخيار الوحيد الذي يبقى أمام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، هو تجنيد تحالف دولي واسع قدر الإمكان، من أجل تأييد فرض عقوبات قاسية على إيران في أسرع وقت. وعلى ما يبدو، فإن المعضلة التي ستواجه رئيس الولايات المتحدة وشركاءه الأوروبيين، هي كيفية حصر العقوبات القاسية في النظام الإيراني نفسه، من دون أن يؤدي الأمر إلى التفاف شعبي حول هذا النظام، كردة فعل على حملة المقاطعة الدولية.

·       أمّا بالنسبة إلى إسرائيل، فإن هناك سبباً وجيهاً للقلق، حتى في حال اتباع مثل هذا الخيار، وهو عائد إلى احتمال ظهور فجوات كبيرة، في المستقبل، بين الأهداف التي تتطلع الإدارة الأميركية إلى تحقيقها بواسطة العقوبات، وبين أهداف إسرائيل. فمن المعروف أن القدس تهدف إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني، في حين أن واشنطن تبحث عن تفاهمات تعيد إيران إلى مسار الحوار الدبلوماسي، الذي وصل مؤخراً إلى طريق مسدودة.

 

·       من ناحية أخرى، فإن إسرائيل منهمكة، في الوقت الحالي، في بضع قضايا ملحة أخرى مرتبطة هي أيضاً بإيران، وفي مقدمها قيام حزب الله، في نهاية الأسبوع الحالي، بإحياء ذكرى مرور عامين على موت مسؤوله العسكري عماد مغنية، الذي اغتيل في عملية تم تحميل جهاز الموساد المسؤولية عنها. وعلى الرغم من أن الاستخبارات الإسرائيلية تتوقع أن يتعرض حزب الله لهدف إسرائيلي بعيد عن الدولة، وأن يحاول التعمية على تورطه في ذلك، من أجل تحجيم ردة فعل إسرائيلية محتملة، إلا إن هذه الذكرى تستلزم استعداداً خاصاً في المنظومات العسكرية على الحدود الشمالية، بالإضافة إلى منظومات الحراسة الإسرائيلية في الدول الأجنبية.