من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أثارت التظاهرات التي واجهها هذا الأسبوع نائب وزير الخارجية داني أيالون، والسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة مايكل أورن، في أثناء إلقاء كل منهما محاضرة، الأول من في جامعة لندن والثاني من جامعة كاليفورنيا، من جديد، موضوع عزلة إسرائيل نتيجة الجمود السياسي، وزيادة لا شرعيتها في نظر العالم. وحذّر التقرير الجديد الصادر عن معهد "رئيوت"، والذي وُزع على وزراء الحكومة، من شبكة عالمية تعمل على نزع الشرعية عن إسرائيل، ودعاها إلى معالجة هذه المشكلة واعتبارها خطراً استراتيجياً.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تواجه هجوماً دولياً لنزع شرعيتها، أخذ شكل تظاهرات معادية لإسرائيل في حرم الجامعات، واحتجاجات خلال مباريات رياضية في الخارج، وحملات في أوروبا تدعو إلى مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية، وإصدار مذكرات توقيف في لندن بحق مسؤولين إسرائيليين. ويقف وراء هذه الحملة شبكة من الشخصيات والجمعيات والتنظيمات منتشرة في أنحاء العالم كافة.
وحدد معهد "رئيوت" كلاً من لندن، وبروكسل، ومدريد، وتورونتو، وسان فرانسيسكو، وجامعة بيركلي، كمراكز أساسية للشبكة. أما دعاة نزع الشرعية عن إسرائيل فهم من الهامشيين والشبان والفوضويين والمهاجرين والناشطين السياسيين المتطرفين، وعددهم ليس كبيراً، لكنهم استطاعوا بواسطة الحملات العامة المنسقة، والأصداء الإعلامية، من زيادة تأثيرهم. ويتعاون هؤلاء مع هيئات ومنظمات توجه انتقادات مشروعة إلى إسرائيل في المناطق [المحتلة] مثل منظمة العفو الدولية وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، الأمر الذي يطمس الحدود بين دعاة نزع الشرعية وبين النقد المشروع.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل غير متأهبة لمواجهة خطر نزع الشرعية عنها. فوزارة الخارجية معدة لمواجهة مخاطر سنوات الستينيات وليس سنوات الـ 2000. كما أشار إلى عدم وجود ميزانية، أو دبلوماسيين، أو عقيدة عمل دبلوماسية ملائمة. واقترح واضعو التقرير على الحكومة إنشاء شبكة مضادة عبر تحويل السفارات الموجودة في مراكز حملات نزع الشرعية عن إسرائيل إلى مواقع متقدمة. كما اقترح هؤلاء مهاجمة دعاة نزع الشرعية، لكنهم في المقابل دعوا إلى احتضان الجهات التي توجه نقداً مشروعاً إلى إسرائيل، والعمل على التقرب منها لا على مقاطعتها.