· يشكك خبراء في الغرب في قدرة إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي تحالف غربي على مسّ البنى التحتية المعدة لإنتاج سلاح نووي في إيران. ويُعتبر مصنع أجهزة الطرد المركزية القائم تحت الأرض، والذي تم اكتشافه بجوار مدينة قُم مؤخراً، والذي تطلق عليه وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية اسم "نفق 206"، نموذجاً لقدرات التحصين والتستر الإيرانية.
· ويتبين من المعطيات والصور الجوية أن هذا المصنع محصّن جيداً، وأنه ليس في إمكان السلاح التقليدي أن يخترق الجبل الذي حُفرت فيه الأنفاق، وهناك شك فيما إذا كان في إمكان السلاح النووي التكتيكي أن يدمر غرفه الداخلية. ويبدو أن تطوير سلاح فعال يمكنه أن يخترق الجبل ويقضي على محتوياته يتطلب بضعة أعوام، ولذا، فإن الفجوة بين تحضيرات الغرب العسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وبين قدرة إيران على تحصين هذه المنشآت، آخذة في التقلص لمصلحة هذه الأخيرة.
· من ناحية أخرى، نشر البروفسور أنتوني كوردسمان، وهو أحد كبار المسؤولبن السابقين في المؤسسة الأمنية الأميركية وخبير معروف في الشؤون الأمنية، مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال"، هذا الأسبوع، شكك في سياقه في قدرة إسرائيل ليس على مسّ المنشأة النووية الجديدة فحسب، بل أيضاً في قدرتها على مسّ مفاعل نتانز، الذي اكتُشف في سنة 2002، والذي كان في الإمكان تدميره منذ بضعة أعوام. وحالياً، فإن هذا المفاعل لم يعد قائماً في باطن الأرض فحسب، بل أصبح أيضاً، ووفقاً لكوردسمان، محمياً بمنظومة صواريخ روسية من الأكثر تطوراً في العالم. ويؤكد خبراء أن هذا المفاعل سيكون في إمكانه، في سنة 2010، أن ينتج كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج خمس قنابل نووية.
· مع ذلك، لا يمكن القول إن القطار قد فات العالم الحر، وكل من يعتقد أنه لا يجوز لإيران أن تمتلك قدرة نووية عسكرية يتعين عليه أن يعد العدة للقضاء على المنشآت النووية الإيرانية. وفي سبيل ذلك، لا بد من زيادة الصرف على المنظومات الهجومية وتحصين الجبهة الداخلية، وعلى نفقات أخرى.
· إن المنشأة النووية في قُم دليل على أن الإيرانيين يعملون على تعزيز قدراتهم في مجال تخصيب اليورانيوم. وبكلمات أخرى، فإنهم يحرصون على أن تكون لديهم، في حال تعرّض منشآت نووية إلى هجمات عسكرية، منشآت أخرى يمكنها أن تواصل تخصيب اليورانيوم.
· وقد اكتُشفت المنشأة النووية في قُم منذ مدة طويلة، وأحيط الرئيس الأميركي باراك أوباما علماً بها لدى تسلم مهمات منصبه، غير أن الأميركيين قرروا الكشف عنها عشية إدخال أجهزة الطرد المركزية إليها. لكن يبقى السؤال المطروح: ما هو عدد المنشآت النووية المماثلة التي لم يتم اكتشافها بعد؟