من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أظهر استطلاع الرأي العام، الذي نشرته صحيفة "هآرتس" نهار الجمعة الفائت، أن [وزير الدفاع الإسرائيلي] إيهود باراك هو الأكثر شعبية بين كبار الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو. وهذا يؤكد أنه تجاوز النفور الشعبي منه، وعاد يحظى بالشرعية، الأمر الذي يؤهله لأن يصبح، مرة أخرى، مرشحاً لرئاسة الحكومة.
· وفي واقع الأمر، فإن باراك يحاول، منذ بضعة أسابيع، أن يكون مستقلاً عن نتنياهو. فمثلاً، حذّر من أن عدم رسم حدود مع الفلسطينيين داخل "أرض إسرائيل التاريخية" هو خطر أكبر من القنبلة الإيرانية. كما أن باراك راغب في سلام مع سورية، ولو بثمن الانسحاب من الجولان، بينما نتنياهو يرفض ذلك.
· ويبدو أن باراك توصل، مثل خصمه الكبير إيهود أولمرت [رئيس الحكومة السابق]، إلى استنتاج فحواه أن إنقاذ الصهيونية كامن في تقسيم البلد، في حين أن نتنياهو لم يتوصل إلى هذا الاستنتاج حتى الآن، وهو على الرغم من أنه أعلن، في الظاهر، تأييده حل "دولتين لشعبين" إلا إنه يحاول التغلب على الخطر الديموغرافي بواسطة منح حق التصويت للإسرائيليين في الخارج.
· إن تطلعات باراك مستندة إلى نموذجين سابقين: الأول، نموذج [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين، الذي نجح في ترميم الصورة التي ارتسمت له، كرئيس حكومة ضعيف في إبان ولايته الأولى، وعاد ليصبح رئيساً للحكومة في وقت لاحق و"مخلّصاً وطنياً"؛ النموذج الثاني هو نتنياهو نفسه، الذي تسلم رئاسة حزب الليكود في سنة 2006 وهو في ذروة انقسامه وانهياره ونجح في إعادته إلى السلطة في سنة 2009. ويعتقد باراك أن في إمكانه النجاح مثلما نجح كل من رابين ونتنياهو.
· ولا شك في أن احتمالات نجاح باراك [في العودة إلى رئاسة الحكومة] تبقى رهن التطورات الأمنية، ففي حال نشوب أزمة وطنية فإن حظه في الزعامة يمكن أن يكون قوياً، بسبب خبرته وطول صبره، وفي حال خوض إسرائيل حرباً غير ناجحة فإن ذلك من شأنه الإضرار بمسيرته، مثلما حدث مع [وزيري الدفاع السابقين] موشيه دايان وعمير بيرتس.