المقترحات الأمنية للجنرال جون ألان للانسحاب إلى خطوط 1967 مرفوضة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • قال جون كيري لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إذا كان الانسحاب إلى خطوط 67 يشكل مشكلة أمنية لكم، فسنرسل جنرالاً بأربعة نجوم من المارينز كي يشرح لكم كيف يمكنكم الانحساب إلى هذه الخطوط ومواصلة العيش بأمان.
  • يفضل كيري استخدام مصطلح خطوط 1967 لأن ذلك يساعده على طمس التاريخ والحقائق على الأرض. وفي الواقع فإن ما يسميه كيري "الضفة الغربية" كان في فترة معينة محتلاً من جانب الأردن الذي خرق اتفاق الهدنة العائد لسنة 1949، وهاجم إسرائيل في حزيران/يونيو سنة 1967 من هذه الخطوط تحديداً.
  • إن الجنرال الذي اختاره كيري كي يشرح لإسرائيل كيف تستطيع العيش بأمان بعد انسحابها من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] هو جون ألان. وفي الواقع لن يلتقي ألان جنرالات إسرائيليين يحملون مثله أربعة نجوم، فالجيش الإسرائيلي أكثر تواضعاً في ما يتعلق بمنح النجوم لكبار الضباط، فالضابط الأعلى رتبة في الجيش يحمل ثلاثة نجوم فقط مثل القائد الأعلى لرئاسة الأركان، أما سائر الضباط الإسرائيليين فيحملون نجماً أو اثنين.
  • لكن الضباط الإسرائيليين الذين سيلتقيهم ألان في إسرائيل هم من الذين شاركوا في شبابهم في الدفاع عن إسرائيل في مواجهة هجوم عسكري مشترك قام به الجيشان المصري والسوري في حرب يوم الغفران [حرب تشرين 1973]. وهؤلاء ليسوا بحاجة إلى إقناع الجنرال ألان بأن خطوط 1967 ليست خطوطاً يمكن الدفاع عنها في مواجهة الجيوش النظامية، إذ تكفي نظرة واحدة إلى خريطة الشرق الأوسط من أجل إقناعه بذلك.
  • يبدو أن كيري يفضل افتراض أن إسرائيل لن تواجه في المستقبل القريب هجوماً من تحالف جيوش معادية، وهي بالتالي ليست بحاجة إلى الخوف من فشلها المحتمل في الدفاع عن خطوط 1967. قد يكون هذا الافتراض منطقياً في الفترة الراهنة، لكن حتامَ سيظل سارياً في الشرق الأوسط الذي يمر بمرحلة فوران؟
  • وحتى إذا قبلنا افتراض أن على إسرائيل الدفاع عن نفسها في وجه هجمات إرهابية وليس هجمات تقوم بها قوات نظامية بل تنظيمات إرهابية مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والقاعدة، والجزء الأكبر منها سلحه ودربه الحرس الثوري الإيراني، وكذلك من جانب جهات تقصف الصواريخ في اتجاه البلدات الإسرائيلية وتتسلل إلى داخل إسرائيل، فإن الجنرال ألان سيكتشف أن خبرة الجيش الإسرائيلي في هذا المجال أكبر من خبرته.
  • لقد حارب الجيش الإسرائيلي الإرهاب سنوات طويلة، واكتشف أن الدفاع الفعال والوحيد في هذه الحالات هو ما يطلق عليه الأميركيون اسم "الوجود على الأرض"، أي وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي ينشط فيها الإرهابيون ومن حيث يستطيعون إطلاق صواريخهم، والمقصود منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
  • إذا كان الجنرال ألان بحاجة إلى أدلة أخرى لإثبات ذلك، فيمكننا أن نعرض عليه نتائج عملية "الجدار الواقي" التي جرت بعد المذبحة التي وقعت في فندق نتانيا سنة 2002. وفي اعتقادي كان من الصعب عليه حينها أن يقنع الإسرائيليين بأنهم على خطأ في هذه المسألة.
 

المزيد ضمن العدد 1802