من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال احتفال أقامه حزب الليكود هذا الأسبوع بمناسبة رأس السنة العبرية الجديدة [غداً السبت]، أن إسرائيل "ستتقدم نحو حل وسط من أجل إحراز السلام، لكنها لن تكون مغفّلة"، وأن "المستوطنين هم مواطنون مخلصون، ويستحقون أن يعيشوا حياة طبيعية".
· إن أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو: ألا يستحق الخمسة ملايين مواطن في إسرائيل أن يعيشوا هم أيضاً حياة طبيعية؟ إن ما يثير الأسف هو أن نتنياهو يكرر، بعد أن ابتعد عن كرسي رئاسة الحكومة أكثر من عشرة أعوام، تصريحات لا أساس من الصحة لها، ولا يزال يضلل المستوطنين وسكان إسرائيل داخل الخط الأخضر.
· من ناحية أخرى قال نتنياهو، رداً على سؤال وجهه إليه أحد وزراء الليكود، إنه لن يوافق على إجراء محادثات [مع الفلسطينيين] تكون نتائجها محددة سلفاً. وبناء على ذلك نطرح السؤال التالي: كيف يستوي هذا الشرط مع الشروط المسبقة، التي وضعها نتنياهو نفسه، وفحواها أنه يتعين على الدولة الفلسطينية التي ستقوم أن تكون مجردة من السلاح، وأن تعترف بإسرائيل "دولة يهودية"؟
· على مدار التاريخ لم يتم التوصل إلى تسوية بين شعبين متنازعين من دون أن يتقرر، مسبقاً، مسار المفاوضات وغايتها النهائية. وبالنسبة إلينا، فإن هذه الحقيقة تعني تغيير الأوضاع القائمة في كل ما يتعلق برسم الحدود الدائمة. ولقد ارتكب [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون خطأ كبيراً عندما قرر تفكيك مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة [في صيف سنة 2005] من دون أي اتفاق أو ضمانات دولية حيث أنه بدلاً من أن تتحول الأراضي التي انسحبت إسرائيل منها، إلى منطقة، سكنية أو سياحية، فإن الفلسطينيين جعلوها قاعدة لـ "الإرهاب" وإطلاق صواريخ القسّام.
· لقد بدأنا نفهم، بعـد مرور 42 عاماً على فرض السيطرة الإسرائيلية على المناطق [المحتلة]، دلالة الاقتراح الذي طرحه [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول] دافيـد بن ـ غوريون، بعد ثلاثة أيام من انتهاء حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967]، وفحواه إعادة المناطق [المحتلة] كلها والتوصل إلى تسوية بشأن القدس والحدود الشمالية. ولا توجد، حتى الآن، طريق أخرى للتسوية سوى الإصرار على رسم حدود دائمة لإسرائيل من شأنها أن تمنحنا الأمن والحياة الطبيعية معاً. ولن يكون ذلك سهلاً، لأن أي تسوية كهذه في المستقبل تبقى مرهونة بالانسحاب من المناطق [المحتلة]، ومعنى ذلك أن عدداً قليلاً من المستوطنات سيبقى وراء خطوط 1967.
· ولا شك في أن أعوام سيطرتنا على المناطق [المحتلة] جعلت حياتنا غير طبيعية، وهناك دول كثيرة كانت صديقة لنا لم تعد كذلك، بل باتت تحمّلنا المسؤولية عن ازدياد قوة الإسلام المتطرف، وعن ارتكاب جرائم حرب.
· إن الفارق الأساسي بين الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، والرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، هو أن الأول يرغب في التوصل إلى سلام في إطار تسوية شاملة، وفي إقامة دولة فلسطينية. وتُعتبر فكرة نجاح نتنياهو في خداع الأميركيين فكرة حمقاء، إذ لا يمكن أن نحصل على مساعدات سخية من الولايات المتحدة، وأن ندير ظهرنا في الوقت نفسه لما تتوقعه منّا. إن أوباما ليس ضد إسرائيل، وإنما ضد أن يخدعه أحد.