الأسد طلب من أولمرت ترسيم خط الحدود
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

يتضح اليوم مدى تقدم الاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت من أجل التوصل الى إتفاق مع سورية. ففي المحادثات غير المباشرة التي جرت بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد عشية عملية "الرصاص المسبوك" عبر الوساطة التركية، طالب الرئيس السوري بإجابات إسرائيلية محددة، وتطرق إلى نقاط طوبوغرافية معينة في ست مناطق لا يمكن بعد الاتفاق بشأنها الاختلاف على خط الرابع من حزيران/ يونيو. أي أن الرئيس السوري أراد عملياً ترسيم الحدود. ومن المهم أن ندرك أن الأمر هنا يختلف عن "وديعة رابين" الغامضة إلى حد ما، وعن التعهدات التي قدمها رون لاودر باسم نتنياهو. وما نتحدث عنه هو محادثات جرت قبل عام، وفي حال تجددها، ستبدأ من نقطة لا يمكن التراجع عنها. من هنا، فإن قرار معاودة المفاوضات يساوي تقريباً قرار بإنهاء المفاوضات باتفاق.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قطع المحادثات غير المباشرة بينه وبين الأسد بوساطة تركية عائداً إلى إسرائيل، ثم بدأت العملية العسكرية ضد غزة وتوقف كل شيء. وفي حال تجددت المحادثات مع سورية، فإنها ستبدأ من نقطة مختلفة تماماً عن تلك التي يُعتقد أنها ستبدأ منها.

لكن ما هو رأي رئيس الأركان غابي أشكِنازي من المفاوضات والإتفاق المحتمل مع سورية؟ إن سورية قريبة من قلب أشكِنازي منذ أيام توليه قيادة المنطقة الشمالية، ومشاركته في المفاوضات في شيبردس تاون، التي فشلت أيام باراك. فهو على غرار كثيرين غيره، يرى أن فشل المفاوضات أدى إلى تفويت فرصة تاريخية، وكان من الذين صاغوا وجهة نظر الجيش في النقاشات، وفحواها أن الاتفاق مع سورية يمكن أن يكون حجر الأساس لتغيير جذري للوضع في المنطقة من بيروت إلى طهران. وفي رأي الجيش الإسرائيلي، اليوم أن تدهور الوضع الاقتصادي في سورية، الذي ربما يحولها من دولة مصدرة للنفط إلى دولة مستوردة له، سيدفع بالأسد نحو الغرب، وسيوجد فرصة جديدة لإخراجه من دائرة العداء لإسرائيل، وكذلك من أجل إبعاده عن إيران.