ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: إيران زادت سيطرتها على "حزب الله"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعرب ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي عن تقديره أن الحوادث الخمسة لإطلاق الصواريخ التي وقعت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية حدثت من دون موافقة حزب الله. فالحزب اليوم في رأيه، في وضع ضعيف بسبب نشاط قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وبسبب معارضة العديد من سكان المنطقة إعادة الحزب بناء مواقعه ومخازن سلاحه جنوبي نهر الليطاني. وفي تقديره أن الحزب يملك حرية الحركة في القرى والبلدات الشيعية فقط.

وفي تقدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أن الحرس الثوري الإيراني زاد خلال الأعوام الأخيرة في سيطرته على حزب الله، ولم يعد يسمح له بإنشاء بنية مستقلة. فالإيرانيون مستاؤون من الطريقة التي تصرف بها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في أثناء حرب تموز 2006، وقد استغلوا وفاة قائد العمليات العسكرية عماد مغنية الذي لم يجد الحزب حتى الآن بديلاً منه، للسيطرة على الحزب. وتشير التقديرات إلى تولي عدد من الضباط الإيرانيين مناصب قيادية كثيرة في حزب الله.

وقد تلقى حزب الله، في الأسابيع الأخيرة، ضربة جديدة تمثلت في قضية اختلاس الأموال [قضية صلاح عز الدين] التي تسببت بخسائر كبيرة للحزب. وفي تقدير الجيش الإسرائيلي، فإنه ليس من مصلحة الحزب الآن المبادرة إلى جولة جديدة من القتال ضد إسرائيل، كما أنه يعتقد أن العمليات الانتقامية المحتملة على اغتيال مغنية إذا جرت ضد أهداف يهودية أو إسرائيلية في الخارج، فإنها لن تتسبب برد إسرائيلي ضد لبنان.

وفي تقدير الضابط الكبير المذكور أعلاه أن الحوادث الخمسة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل منذ نهاية الحرب، قد قامت بها تنظيمات فلسطينية تابعة للقاعدة، مقرها في مخيم اللاجئين في عين الحلوة حيث لا سيطرة لحزب الله هناك. وبهذه المناسبة أعرب الجيش الإسرائيلي عن رضاه عن عمل قوات اليونيفيل في المدة الأخيرة في كشف نشاط حزب الله ومنعه [من القيام بممارسات مخالفة للقرار 1701].

وذكرت صحيفة "الجيروزالم بوست" (18/9/2009)، نقلاً عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، أن إيران قررت بعد حرب لبنان الثانية زيادة تدخلها في عملية اتخاذ القرارت داخل عدد من مؤسسات حزب الله، وقلصت من صلاحيات الأمين العام للحزب الذي بات بحاجة إلى الموافقة الإيرانية المسبقة على بعض العمليات. كما قامت بزيادة سيطرتها على الحزب عبر وضع عشرات من العسكريين الإيرانيين في قيادة الفرق المقاتلة للحزب.