كيري يأسف لاستعمال كلمة أبارتهايد لوصف الآثار المترتبة على انعدام عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أصدر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (الثلاثاء) بياناً خاصاً أعرب فيه عن أسفه لاستعمال كلمة أبارتهايد لوصف الآثار المترتبة على مستقبل إسرائيل نتيجة انعدام وجود عملية سياسية بينها وبين الفلسطينيين.

وجاء هذا البيان عقب موجة نقد حادة تعرّض لها كيري في إثر تصريحات أدلى بها خلال اجتماع مغلق عقده يوم الجمعة الفائت مع عدد من المسؤولين والخبراء من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا واليابان وحصل موقع الأخبار الأميركي "ديلي بيست" على تسجيل لها، وقال فيها إنه لا بديل من حل الدولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وحذّر من احتمال تحول إسرائيل إلى دولة أبارتهايد يكون فيها مواطنون من الدرجة الثانية في حال عدم تحقيق هذا الحل. 

وجاء في هذا البيان الخاص الذي نشرته وزارة الخارجية الأميركية: "لو كان بإمكاني لأعدت جهاز التسجيل إلى الوراء واخترت كلمة أخرى غير الأبارتهايد لوصف اعتقادي أن الطريقة الوحيدة على المدى البعيد للحفاظ على دولة يهودية وشعبين ودولتين تتعايشان في سلام وأمن تكمن فقط في حل الدولتين".

وأضاف البيان أن وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني [المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية] ورئيسي الحكومة السابقين إيهود أولمرت وإيهود باراك تحدثوا عن خطر الأبارتهايد لتأكيد أخطار الدولة الواحدة في المستقبل، لكن من المفضل أن تبقى هذه الكلمة خارج الجدل الذي يجري في هذا الشأن.

تجدر الإشارة إلى أن أقوال كيري هذه أثارت موجة نقد حادة من جانب الحزب الجمهوري ومنظمات يهودية وأعضاء كونغرس جمهوريين.

وقالت مصادر سياسية أميركية رفيعة لصحيفة "هآرتس" إن مسؤولين كباراً في البيت الأبيض أيضاً لم يكونوا راضين عن العاصفة التي أثارتها هذه الأقوال، وإنهم على ما يبدو حثوا وزير الخارجية على محاولة تهدئة الأجواء من خلال إصدار بيان خاص.

وشدّد كيري في بيانه على تأييده لإسرائيل ونشاطه الجاد من أجل تحقيق حل الدولتين الذي يفضي إلى دولة يهودية آمنة ودولة فلسطينية مزدهرة.

وأضاف أنه لن يسمح لأحد بأن يشكك في التزامه إزاء إسرائيل وإيمانه بأنها دولة ديمقراطية جادة لا دولة أبارتهايد، مشيراً إلى أنه على المدى البعيد لا يمكن أن تكون هناك دولة واحدة ذات شعبين، بل إن ما يجب أن يكون هو دولة يهودية ديمقراطية تستحقها إسرائيل ودولة فلسطينية ذات حقوق كاملة يستحقها الشعب الفلسطيني.