· يتعين علينا أن نستوعب أن الإدارة الأميركية لا تفهم وعلى ما يبدو لن تفهم بصورة جيدة ما يحدث في الشرق الأوسط، وعالم المصطلحات الذي يميز الأصولية الإسلامية. وهذا الأمر برز على نحو خاص مؤخراً في سياق المناظرة التلفزيونية التي جرت بين نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري. ولذا فإن الإدارة الأميركية لا تعتبر مستشاراً جيداً بالنسبة إلى إسرائيل في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
· في الوقت نفسه لا بد من القول إن هناك أشخاصاً كثيرين في المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل يفكرون مثلما تفكر الإدارة الأميركية، وهؤلاء الأشخاص طاروا من الفرح عندما نجحت طائرات سلاح الجو في إسقاط طائرة الاستطلاع الإيرانية من دون طيار التي أرسلها حزب الله إلى إسرائيل على بعد 30 كيلومتراً من ديمونا [المفاعل النووي الإسرائيلي]، واعتبروا بمصطلحاتهم أن "المؤامرة قد أحبطت". لكن في المقابل، فإن إيران وحزب الله يعتبران أن مجرد نجاح تلك الطائرة في اختراق الأجواء الإقليمية الإسرائيلية يشكل إنجازاً كبيراً على مستوى الوعي، ولا سيما في ضوء الأزمة المتفاقمة التي تشهدها سورية، وفي ضوء تراجع شعبية حزب الله داخل لبنان.
· وفيما يتعلق بإيران فإن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة كامن أساساً في أن هذه الأخيرة ما انفكت تؤكد أن الإيرانيين لن يتمكنوا من امتلاك أسلحة نووية عملانية قبل 3- 5 أعوام، بينما تتكلم إسرائيل على امتلاك الإيرانيين قدرة نووية لا على امتلاك أسلحة نووية عملانية، وتؤكد أن امتلاك هذه القدرة يمكن أن يتم في غضون عدة أشهر. في الوقت ذاته تشدد إسرائيل على أنه حتى لو اقتصرت هذه القدرة، لدى امتلاك إيران لها، على إنتاج عدة رؤوس حربية نووية متفجرة يتم تركيبها على صواريخ لا تتميز بالدقة في إصابة الهدف، فإن مجرد ذلك من شأنه أن يرضي الإيرانيين ويجعلهم يطيرون من الفرح، مثلما طار حزب الله من الفرح لمجرد نجاح طائرة الاستطلاع في اختراق الأجواء الإقليمية الإسرائيلية.