برنامج باراك غير واضح لأحد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       لا أذكر أن مرشحاً من حزب العمل لرئاسة الحكومة الإسرائيلية انتُخب بحماسة مثل الحماسة التي حظي بها إيهود باراك، خلال الانتخابات العامة التي أُجريت في أيار/ مايو 1999. وقد شملت هذه الحماسة جيل الشباب وكثيرين من السياسيين، في داخل حزب العمل وخارجه.

·       لكن باراك لم يحفظ، عقب انتخابه، هذا الجميل لأحد. ومنذ بداية ولايته في رئاسة الحكومة أصبح كثيرون داخل حزب العمل وحتى بين أوساط المقربين منه، أعداء له. وفي الانتخابات لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، التي جرت في سنة 2001، مُني باراك بهزيمة نكراء أمام أريئيل شارون، غير أنه فضّل الاستقالة في إثرها من منصبه بدلاً من تحمل المسؤولية عن هذه الهزيمة، والعمل على ترميم الحزب. وقد عاد، في سنة 2006 [عقب حرب لبنان الثانية]، وسيطر على حزب العمل بصورة فظة للغاية.

·       غير أن باراك لم يفهم أن شعبيته، منذ هذه العودة المتجددة، لم تكن ناجمة عن كونه رئيساً لحزب العمل، وإنما عن كونه وزيراً للدفاع. ولعل أفضل دليل على ذلك هو أن تمثيل حزب العمل في الكنيست انخفض، في انتخابات 2009، من 19 مقعدًا إلى 13 مقعداً. وتعاني كتلة حزب العمل، في الوقت الحالي، انقساماً كبيراً.

·       وكان يمكن لعملية "الرصاص المسبوك" في غزة أن تعتبر نجاحاً كبيراً لباراك، لولا أنها استمرت فترة طويلة، وتسببت بدمار كبير، وأدت إلى أن يضيق العالم ذرعاً بنا. وفي واقع الأمر، فإن باراك كان راغباً في إنهاء هذه العملية على وجه السرعة، لكن [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت رفض ذلك، بل إنه قام بتوبيخ باراك لدى تسريب النبأ إلى صحيفة "هآرتس".

 

·       إن العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع باراك، هي علاقات وثيقة جداً، لكن ليس واضحاً من الذي يؤثر في الآخر. إن باراك هو الذي صادق على تحويل كلية أريئيل [في مستوطنة أريئيل في الضفة الغربية] إلى جامعة، لكنه في الوقت نفسه، هو الذي قال "إن عدم رسم حدود واضحة بيننا وبين الفلسطينيين هو الخطر الأكبر الذي يتهدد إسرائيل، بل إنه أكثر خطراً من القنبلة النووية الإيرانية". وبشكل عام، فإننا لا نعرف كثيراً ما الذي يرغب باراك فيه، فهو يعلن تارة أنه فخـور بكونه عضواً في حكومة وافقت على دولتين للشعبين، وتارة أخرى يتبين أنه لا يكلف نفسه عناء وقف البناء في المناطق [المحتلة]، ولا تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية. وربما يكون قد يئس من احتمال العودة إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وما يرغب فيه هو استمرار البقاء وزيراً للدفاع، حتى برئاسة نتنياهو.