توثيق التعاون مع مصر في أعقاب زيارة وزير الدفاع إيهود باراك
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

عاد أول أمس، وزير الدفاع إيهود باراك، الذي يواصل القيام بدور وزير الخارجية، من زيارة قصيرة قام بها لمصر، التقى خلالها الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ. وهذه هي الزيارة الدبلوماسية الثانية التي يقوم بها باراك في المنطقة خلال أسبوعين، بعد زيارته لتركيا في محاولة نجحت جزئياً في تهدئة الخواطر بين أنقرة والقدس.  ونزولاً عند طلب مصري واضح، اكتفى مكتب باراك بإصدار بيان غامض عن "المحادثات المثمرة والعميقة" التي أجراها مع مبارك. لكن بعيداً عن وسائل الإعلام، فإن إسرائيل ومصر تجدان نفسيهما في حالة من التعاون الكثيف الآخذ في الاتساع.

وبحسب مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع، وافق المصريون، ولو بعد تأخير، على الفكرة الأميركية ـ الإسرائيلية القائلة إن وساطة القاهرة بين "حماس" في قطاع غزة،  والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لن تثمر وضعاً جيداً. فإدارة أوباما تتخوف من أن تؤدي المصالحة الى تعزيز قوة "حماس" على حساب سلطة رئيس السلطة أبو مازن، ورئيس الحكومة سلام فياض، ولقد جرى التوضيح للمصريين أن الحكومة الفلسطينية المشتركة ستطغى عليها صبغة "حماس"، وسيمثل ذلك عقبة قانونية أمام تقديم مساعدات للفلسطينيين في ظل سلسلة القوانين التي أصدرها الكونغرس الأميركي، والتي تقضي بمنع الإدارة من تحويل ولا حتى دولار واحد إلى عباس أو فياض اعتباراً من اللحظة التي يوافقان فيها على مشاركة "حماس" في الحكومة. وعلى الرغم من أن القاهرة  تتجنب الحديث عن ذلك علناً، فإنه يبدو أن مبادرتها للمصالحة قد لفظت أنفاسها الأخيرة.

ووفقاً لمصدر مصري، فإن سبب توقف مساعي المصالحة هو "عدم توفر الشروط التي تسمح بذلك"، وأن قرار "حماس" رفض مقترحات التسوية المصرية، نتيجة ضغط إيران وسورية، هو الذي حال دون تقدم المصالحة. وفي المقابل، يحاول المصريون الدفع مجدداً في اتجاه استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولو بصورة غير مباشرة، بوساطة من الأميركيين.

في الوقت عينه، تواصل مصر بناء"الجدار الفولاذي" على الحدود مع رفح، والأهم من ذلك منع تهريب السلاح إلى قطاع غزة على طول الحدود. ويبدو أن الجهد الدولي المبذول من البحر الأحمر حتى رفح، بدأ يعطي ثماره، فقد أكدت قيادة الجيش الإسرائيلي حدوث انخفاض كبير في حجم التهريب. وكانت العلاقات المصرية مع كل من "حماس" وحزب الله قد تدهورت في نهاية سنة 2008، في أعقاب الكشف عن شبكة تجسس تابعة لحزب الله في مصر كانت تهرب السلاح إلى غزة، كما شهدت هذه العلاقات تدهوراً جديداً في الأيام الأخيرة.