لا أصدّق أن نتنياهو ينوي توقيع اتفاق سلام تاريخي في غضون عام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إذا ما خرج [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو من غرفة المفاوضات [مع الفلسطينيين] متأبطاً اتفاقاً نهائياً فإنني أتعهد منذ الآن بالتصفيق الحارّ له، بل حتى بتقديم اعتذار عن تشكيكي في تصريحاته السلمية. لكن إلى أن يحدث ذلك فإنني لا أصدق أنه ينوي تنفيذ ما قاله في خطاب جامعة بار ـ إيلان، أو أنه ينوي أن يترجم ما صرّح به في قمة واشنطن في إطار قمة شرم الشيخ.

·       إن ما فعله نتنياهو حتى الآن هو دفع ضريبة كلامية للسلام فقط. في الوقت نفسه فإن صقور الليكود لا يخرجون عن طورهم نتيجة خطاباته، كما أن شركاءه في الائتلاف الحكومي لا يسارعون إلى الانفصال عنه، وعلى ما يبدو فإن هؤلاء جميعاً لا يصدقونه أيضاً.

·       إذا كان نتنياهو ينوي فعلاً أن يوقّع، في غضون عام، اتفاقاً يقضي بالانسحاب من المناطق [المحتلة] فكيف يمكن ألاّ يكون قد بدأ عملية تهيئة الرأي العام في إسرائيل لتسونامي كهذا؟ ولا شك في أنه من المتوقع أن تشكل خطوة كهذه صدمة كبيرة للمجتمع الإسرائيلي لم يشهد مثلها منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973].

·       صحيح أن الاتفاق الذي يجري الحديث عنه، سيتيح لإسرائيل إمكان الانسحاب من المناطق [المحتلة] بالتدريج، ووفق جدول زمني معقول، الأمر الذي من شأنه أن يؤجل الصدام الحقيقي مع المستوطنين ومؤيديهم في صفوف اليمين، إلا إن طرح خريطة التقسيم الجديدة لا بُد من أن يفجر معركة شعبية وسياسية لا يمكن تأجيلها، ومن دون هذه الخريطة لا يمكننا أن نعرف ما هي المستوطنات التي سيجري ضمها [إلى إسرائيل]، وما هي المستوطنات التي سيجري تفكيكها.

·       وما يمكن قوله هو أنه في حال تنازل الفلسطينيين عن "أصبع أريئيل" [كتلة مستوطنات] في إطار صفقة تبادل الأراضي وموافقتهم على تأجيل حل قضية القدس (وهما أمران يصعب تصديقهما)، فإن خريطة الاتفاق الدائم ستشمل في أحسن الأحوال [بالنسبة إلى إسرائيل] إجلاء أكثر من 90 ألف مستوطن يقيمون في 96 مستوطنة، فضلاً عن تفكيك 50 بؤرة استيطانية يقيم فيها نحو 3 آلاف مستوطن.

·       المطلوب من نتنياهو، كي نصدّق أنه مستعد في غضون عام لتوقيع اتفاق تاريخي يكون بموجبه ملزماً بإعادة 90% من أراضي الضفة الغربية إلى الفلسطينيين، هو أن يمنحهم دفعة بسيطة على الحساب، مثل أراضي المستوطنات في شمال الضفة الغربية، التي قامت إسرائيل بتفكيكها في إطار خطة الانفصال [سنة 2005]، أو نسبة معينة من أراضي المنطقة (ج) الواسعة التي تحتفظ إسرائيل بها لغرض توسيع المستوطنات.

صحيح أن من المهم للغاية أن يكون رئيس الدولة [شمعون بيرس] يصدّق نتنياهو، كما أنه لا يمكن الاستخفاف بتعزيز علاقات الثقة بين رئيس الحكومة ورئيس الولايات المتحدة، إلا إن ذلك لا يكفي، لأننا نحن أيضاً نستحق رئيس حكومة نصدقـه.