إطلاق النار على الحدود قد يكون وراءه تنظيم سني يريد توريط حزب الله في مواجهة مع إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- يدل رد فعل إسرائيل على مقتل الرائد شولومي كوهين بالقرب من الحدود الشمالية، على أنها صدقت التبرير الذي قدمته الحكومة اللبنانية بأن الجندي اللبناني تصرف بصورة فردية ومن تلقاء ذاته. وفور وقوع الحادث توجهت الحكومة اللبنانية نحو قيادة اليونيفيل وكشفت جميع المعلومات المتعلقة بالجندي الذي تبين أنه سنّي وليس شيعياً.
- وفي الواقع، المرجح هو أن حزب الله لا يرغب في تسخين الحدود، إذ يغرق مقاتلوه في وحول الحرب الأهلية السورية التي بدأت تنتقل إلى لبنان وتثير انتقادات داخلية ضد حسن نصر الله الذي يورط بلاده في مشكلات غيره. ومن المحتمل جداً أن أحد التنظيمات السّنية المتورطة في القتال في سورية وعلى علاقة بالقاعدة أو بطرف آخر، يريد توريط حزب الله في مواجهة مع إسرائيل.
- منذ نشوب المعارك في سورية واقتراب الثوار الإسلاميين من الحدود في الجولان، بدأت تظهر مؤشرات تدل على ازدياد حجم النيران الموجهة نحو إسرائيل، وهي في معظمها حتى الآن عبارة عن طلقات وقذائف طائشة، لكن ازدياد الهجمات- وآخرها زرع عبوة ناسفة - أشعل الضوء الأحمر بشأن اقتراب المرحلة التي يمكن أن يصبح فيها إطلاق النار مقصوداً.
- منذ اتفاقية الهدنة سنة 1949 وحتى حرب الأيام الستة في 1967، برزت ظاهرة أُطلق عليها اسم "الجندي المجنون". معظم هؤلاء كانوا أردنيين. لكن يتعين على إسرائيل منع هذه الظاهرة، إذ كيف بإمكانها أن تعرف ما إذا كان هذا الجندي مجنوناً بالفعل أم أنه يدّعي ذلك، أو ما إذا كانت هناك دولة عربية تقف وراءه؟
- في أعقاب الحرب في سورية والربيع العربي والتقرب من إيران، بدأت تظهر في المناطق المحاذية للحدود الإسرائيلية أنواع من المواجهات ليس هناك طرف يمكنه ان يتحمل المسؤولية عنها. وإذا وُجد فهوعبارة عن عنوان على تويتر أو فايسبوك.
- والنتيجة ستكون مثلما حدث بعد اطلاق صواريخ كاتيوشا من لبنان باتجاه إسرائيل [أيلول/سبتمبر الماضي] حين ردت إسرائيل على الهجوم بقصف قاعدة تعود لتنظيم أحمد جبريل الذي لا علاقة له بالحادثة. في بعض الأحيان، يبدو أنه لا يوجد بديل آخر أمام إسرائيل، ولا يمكنها تحديد أهداف أخرى. وفي أحيان أخرى تستغل إسرائيل المناسبة لتصفية حسابها مع تنظيم إرهابي بسبب أحداث سابقة.
- المنطق يقول إنه لا مصلحة لمقاتلي الربيع العربي في سورية ولبنان في فتح جبهة ضد إسرائيل، لكن علينا أن نتذكر عدد المرات التي أملى فيها عدم المنطق أحداثاً مصيرية في الشرق الأوسط.