أسباب فشل اليسار الإسرائيلي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       في هذه المرحلة التي تبددت فيها الفوارق الكبيرة التي تفصل بين اليمين المعتدل واليسار المعتدل، وفي الوقت الذي باتت فيه أغلبية الجمهور الإسرائيلي متفقة فيما بينها بشأن رؤيتها لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، برز اليمين المعتدل أكثر قدرة على الملاءمة بين أيديولوجيته وبين الحقائق المتغيرة.

·       وفي حين نجح اليمين المعتدل في التخلي عن أيديولوجيته المتطرفة، وتمركز في وسط الخريطة السياسية، وعمل على الملاءمة بين مواقفه وبين الوقائع (وذلك من خلال موافقته على فكرة دولتين لشعبين التي كانت مرفوضة من قبل)، نجد أن اليسار المعتدل فشل في فهم الوقائع، وسمح للأشخاص من ذوي الأفكار المتطرفة بأن يصبحوا ناطقين باسمه، وأبعد عنه أصحاب المواقف المعتدلة.

·       لقد ألقت د. ياعل شطرنهيل، في مقالة لها [في صحيفة "هآرتس" قبل أسبوعين]، مسؤولية اختفاء اليسار عن الخريطة السياسية على عاتق الآخرين، وتناست حقيقة أن الفوضى التي تسود اليسار المعتدل أدت إلى ازدياد قوة اليسار المتطرف الذي لا يحظى بثقة الجمهور، وذلك نتيجة الاستراتيجية والخطاب اللذين يتبناهما، بالإضافة إلى الطريقة التي يسخر فيها من الجمهور الإسرائيلي.

·       فاذا ما سألنا المواطن العادي في الشارع عن رأيه في اليسار الإسرائيلي فإنه سيقول لك: إنه نخبوي ومن دون رؤيا، وأيضاً من دون قدرة على إبراز حضوره ومحاسبة نفسه ومواجهة الوقائع المتغيرة وملاءمة أيديولوجيته معها، وأنه يتوجه إلى العالم الخارجي بدلاً من التوجه إلى الجمهور الإسرائيلي.

·       إن الاعترف بالخطأ ومحاسبة النفس يشكلان عائقاً أساسياً في وجه ترميم قوة اليسار كله، وليس المعتدل منه فحسب.

 

المزيد ضمن العدد 1515