إسرائيل استفادت من تدهور علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

·       يعتقد كثيرون عندنا أن عملية السيطرة العسكرية الإسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2010 ألحقت أضراراً سياسية كبيرة بإسرائيل، لكن بمرور الوقت يتبين أن إسرائيل استفادت كثيراً من التدهور الذي طرأ على علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا في إثر تلك العملية.

·       ولتوضيح ما أقصده، لا بد من القول إنه منذ عملية السيطرة على "مافي مرمرة" وحتى الآن تورطت تركيا في نزاعات مع جاراتها، وما نلاحظه في الآونة الأخيرة هو أن تركيا موجودة حالياً في حالة حرب مع سورية، ومنطقة حدودها مع العراق أصبحت منطقة معادية، فضلاً عن أنها تخوض حرباً باردة مع إيران تتضمن تهديدات مبطنة متبادلة. وليس من المبالغة القول إن "سياسة صفر مشكلات" مع الدول المجاورة التي يتبناها وزير الخارجية التركية داود أوغلو قد مُنيت بالفشل الذريع.

·       في الوقت نفسه علينا ألاّ ننسى أن المتمردين الأكراد في تركيا يتلقون في الآونة الأخيرة دعماًَ كبيراً من نظام بشار الأسد في سورية، وأن هناك حرباً حقيقية تدور رحاها بين هؤلاء المتمردين وقوات الجيش التركي.

·       وفي ظل هذه الأوضاع المستجدة، لو كانت إسرائيل ما زالت مرتبطة بتحالفها الاستراتيجي مع تركيا لكانت هذه الأخيرة ستجرّنا رغماً عن أنفنا إلى التورط معها، بما يتناقض مع مصالح إسرائيل السياسية والأمنية.

·       بناء على ذلك، فإن أي تفكير من طرف الساسة في إسرائيل بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا إلى مجراها الطبيعي سيكون خطأ، وخصوصاً بعد تراكم الأخطاء التي ارتكبها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وتسببت بتوريط بلده في مشكلات خارجية عويصة.