على إسرائيل بذل كل ما في وسعها قبل الدخول في مواجهة عسكرية مع "حماس"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       إن الوضع الحالي على الحدود مع غزة أصبح شبيهاً إلى حد ما بالوضع الذي كان سائداً قبل عملية "الرصاص المسبوك" في سنة 2008، والذي أدى إلى الحرب ضد القطاع. فقد بلغ، يومها، معدل سقوط الصواريخ على إسرائيل خمسة صواريخ في اليوم، في حين أن هذا المعدل انخفض خلال العام الماضي إلى صاروخ واحد في اليوم، ثم عاد وارتفع في بداية هذا العام  إلى صاروخين يومياً، ومن المنتظر أن يتصاعد هذا العدد في الأيام المقبلة.

·       ثمة إجماع في الحياة السياسية وفي الإعلام على أن حرب لبنان الثانية كانت حرباً فاشلة، في حين أن عملية "الرصاص المسبوك" حققت انتصاراً عسكرياً كبيراً، وأثبتت أن الجيش الإسرائيلي تغير. لكن تبين، خلال الأعوام الماضية، أن هذا الكلام ما هو إلاّ أوهام، فالحرب التي اعتُبرت فاشلة أرست الهدوء في الشمال، أمّا الحرب الناجحة ضد غزة فلم تحقق أكثر من أسبوع واحد من الهدوء لسكان جنوب إسرائيل.

·       والجدير بالاهتمام أن سيطرة حزب الله على لبنان شكلت نقطة ضعف بالنسبة إلى هذا الحزب، ذلك بأن إسرائيل لن تتردد في أي مواجهة عسكرية مقبلةمعه في ضرب البنى التحتية اللبنانية. صحيح أن في إمكان حزب الله أن يتسبب بإزعاج كبير لإسرائيل، لكن هذه الأخيرة تستطيع إذا شاءت  تدمير لبنان وإعادته إلى العصر الحجري.

·       طبعاً، لا أحد يريد حدوث ذلك، لكن ما دام حزب الله هو المسيطر على لبنان، وما دام عميلاً لإيران التي لا تنفك تكرر أن هدفها تدمير إسرائيل، وهذا أيضاً ما يكرره حسن نصر الله [الأمين العام لحزب الله] في كل مناسبة، فإن لدى إسرائيل مبرراً أخلاقياً لاستخدام الرد الملائم. ويجب ألاّ ننسى أن التطورات الأخيرة أضعفت حزب الله، ولا سيما تفكك سورية، وتزايد ضعف إيران.

·       في المقابل، فإن الأوضاع في غزة مغايرة تماماً، إذ تحسن وضع "حماس" في الأعوام الأخيرة، فلم يعد هناك جوع ولا أزمة إنسانية، ولم يعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع ذو أهمية، ذلك بأن الحدود مع مصر، فوق الأرض وتحتها، باتت مفتوحة بشكل دائم، كذلك فإن حركة الإخوان المسلمين، التي وصلت إلى الحكم في مصر، أصبحت تسيطر على غزة بواسطة "حماس".

·       لقد اعتادت "حماس" على الرد الإسرائيلي المعتدل على أي استفزاز يأتي من القطاع، ولا سيما أن الهدف الأساسي لإسرائيل ليس معالجة جذور المشكلة، وإنما تحقيق التهدئة، لكن مع مرور الوقت أصبحت المشكلة أكثر صعوبة.

·       إن أفضل طريقة للحؤول دون وقوع مواجهة عسكرية جديدة هو التحاور مع "حماس"، سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أم بصورة غير مباشرة، وذلك بشرط وحيد هو التزام الحركة بشروط اللجنة الرباعية الدولية، إذ يتعين على إسرائيل استخدام كل الوسائل قبل الدخول في حرب لا مفر منها ضد "حماس".