هدف العملية البرية - كسر روح المقاومة لدى "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       لا تهدف المرحلة البرية من عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية، والتي بدأت يوم أمس، إلى مطاردة منصات إطلاق الصواريخ كلها، وإنما إلى القضاء على روح المقاومة لدى "حماس"، بصورة تضطرها إلى الموافقة على تهدئة طويلة بظروف مريحة أكثر، من ناحية إسرائيل.

·       على الرغم من بدء العملية العسكرية البرية فقد استمر إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية. وفي الوقت نفسه تصاعدت المخاطر بأن يحاول حزب الله أو فصائل فلسطينية تعمل تحت رعايته فتح "جبهة ثانية" على الحدود اللبنانية.

·       اتخذ القرار النهائي بشأن العملية البرية بعد ظهر يوم الجمعة الفائت، خلال جلسة عقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية ـ السياسية مع قادة المؤسسة الأمنية في مقر قيادة عمليات الجيش الإسرائيلي في تل أبيب. وقال كبار قادة الجيش الإسرائيلي، في سياق هذه الجلسة، إن سلاح الجو يوشك أن يستنفد قائمة أهدافه [في غزة] ويتعين المصادقة على عملية برية فورية، إذا ما كانت إسرائيل راغبة في أن تحقق النتائج المطلوبة من العملية العسكرية الأصلية.

·       يتوقع الجيش الإسرائيلي أن تؤدي العملية البرية إلى مواصلة قضم قدرة قوات "حماس" النظامية، التي لحق ضرر ضئيل بها حتى الآن. كما أنها تهدف إلى خلق شعور حقيقي لدى "حماس" بأن استمرار سلطتها في غزة في خطر كبير.

·       لا شك في أن دخول القوات الإسرائيلية إلى القطاع سيسرّع الجهود السياسية. وسيصل مندوبو "الترويكا" الأوروبية إلى المنطقة، اليوم. ومن المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إسرائيل، غداً. وإذا ما شئنا أن نترجم هذه التحركات إلى اللغة العسكرية العملية، فإن مغزاها هو أنه تبقى أقل من أسبوع لكي يحقق الجيش الإسرائيلي إنجازات حقيقية في القطاع.

·       خلال اليومين الفائتين تجول رئيس هيئة الأركان العامة وقائد المنطقة الجنوبية بين صفوف الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة الحدود مع القطاع، وصادقا على الخطط النهائية. وكان فحوى الرسالة، التي تم تمريرها إلى قادة الوحدات، ما يلي: "يجب الالتزام بالأهداف. اجتياح غزة سيكون مقروناً بخسائر [بشرية]، لكن لن تُوقف أي عملية بسبب سقوط ضحايا". وتعتبر هذه المقاربة مغايرة لما حدث في لبنان [في إبان حرب لبنان الثانية في صيف 2006]، حيث كان الجيش الإسرائيلي ينسحب [من مواقع] بسبب سقوط ضحايا. وفي أحد الألوية العسكرية قال قائد إحدى الكتائب لقادته، أمس: "من المحتمل ألاّ نلتقي بعضنا بعضاً مرة أخرى بعد بضعة أيام".

·       لا شك أيضاً في أن "حماس" ليست حزب الله، والجيش الإسرائيلي في بداية سنة 2009 ليس ما كان في سنة 2006. إنه جيش أكثر تدريباً واستخباراته أفضل كثيراً. وقد أعدّت هذه العملية العسكرية على مدار فترة طويلة، وهي عنيفة للغاية.

·       تفترض هيئة الأركان العامة أن التطورات السياسية ستؤدي إلى وضع حد سريع للعملية البرية، غير أن القيادات العسكرية الميدانية استعدت للبقاء [في عمق القطاع] لفترة أسابيع. وقد صدرت، يوم أمس، أوامر استدعاء فرق كثيرة من تشكيلات الاحتياط. وستبدأ، منذ اليوم، تدريبات سريعة تحضيراً للقيام بمهمات ستوكل إليها.

·       ما زالت إسرائيل تعمل، حتى الآن، في ظل ظروف دولية شبه مثالية. وقد انعكس هذا الأمر، أكثر من شيء آخر، في البيان غير المسبوق الذي صدر أمس عن رئاسة الاتحاد الأوروبي، وانطوى على تبرير لـ "الخطوة الدفاعية" التي تقوم إسرائيل بها في غزة.