المفاوضات المباشرة الحالية تختلف عن المفاوضات السابقة بحجم التدخل الأميركي فيها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       إن ما عُرض في واشنطن، أمس وأول من أمس، كان مسرحية من تأليف وإخراج [الرئيس الأميركي] باراك أوباما، وقد أدى الدورين الرئيسيين فيها كل من [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو و[رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، في حين أن الأدوار الثانوية كانت من نصيب كل من [وزيرة الخارجية الأميركية] هيلاري كلينتون، و[المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل، والرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

·       ومع ذلك، فإن السؤال المطروح الآن هو: ماذا بعد هذه المسرحية؟ إن أهم ما يمكن قوله، رداً على هذا السؤال، هو أنه حتى 25 أيلول/ سبتمبر الحالي يجب إيجاد حل لموضوع تجميد البناء [في مستوطنات الضفة الغربية]. ومع أن هذا الموضوع يبدو هامشياً، مقارنة بالقضايا الجوهرية الأخرى المتعلقة بالمفاوضات، إلا إن كلاً من عباس ونتنياهو ما زال متمسكاً بموقفه.

·       سيحاول الأميركيون، من جهتهم، أن تحقق المفاوضات المباشرة، حتى 25 أيلول/ سبتمبر، تقدماً مهماً بحيث يكون لدى الجانبين مصلحة كبيرة في الاستمرار فيها، وعندها سيكون في الإمكان إيجاد طريق لتجاوز مشكلة تجميد البناء.

·       وقد طرح أحد المسؤولين الأميركيين الفكرة المتفائلة التالية: في حال التوصل، حتى 25 أيلول/ سبتمبر، إلى موافقة مبدئية على تبادل أراض، فإن نتنياهو سيوافق على الاستمرار في تجميد البناء في المستوطنات بضعة أشهر أخرى، ريثما يتم خلالها الاتفاق على الأراضي التي سيجري تبادلها. وفي إثر هذا الاتفاق، سيُستأنف البناء في الأراضي التي ستبقى خاضعة للسيادة الإسرائيلية، لا في الأراضي التي ستخصص للدولة الفلسطينية التي ستقام.

·       ما يجب قوله إزاء ذلك هو أنه إذا لم يجد الأميركيون طريقاً لتجاوز عقبة 25 أيلول/ سبتمبر، فإن القمة في واشنطن ربما تكون آخر عرض لهذه المسرحية.

ثمة سؤال آخر لا بُد من طرحه وهو: بماذا تختلف جولة المفاوضات المباشرة الحالية عن جولات المفاوضات المباشرة السابقة؟ يبدو أن الاختلاف الدراماتيكي كامن في حجم التدخل الأميركي، ذلك بأنه في جولات المفاوضات المباشرة كلها، التي أجرتها الحكومات الإسرائيلية في السابق مع دول عربية أو مع الفلسطينيين، كان الأميركيون يتدخلون في جوهر المداولات في آخر مرحلة من المفاوضات، في حين أنهم في هذه الجولة ينوون أن يكونوا جالسين إلى طاولة المفاوضات منذ البداية، وأن يبقوا هناك حتى النهاية. بناء على ذلك، فإن المفاوضات المباشرة ستكون هذه المرة ثلاثية الأطراف، وقد تعهد أوباما بهذا الأمر لعباس، كما تم تأكيده في سياق خطاب كل من أوباما وكلينتون في أثناء القمة.