العملية المسلحة جنوبي الخليل تهدف إلى إحراج السلطة الفلسطينية عشية انطلاق المفاوضات المباشرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       لا يمكن اعتبار العملية المسلحة التي حدثت أمس جنوبي الخليل عملية مفاجئة، ذلك بأنه يوجد لدى حركة "حماس" حافز كبير لإحراج السلطة الفلسطينية عشية انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن هذا الأسبوع. وقد دلت محادثة خاطفة أمس مع أعضاء الوفد الفلسطيني في واشنطن على أن "حماس" حققت ما كانت ترغب فيه، إذ بدا هؤلاء الأعضاء متوتّرين وغاضبين ومدركين الأبعاد القاسية التي يمكن أن تترتب على هذه العملية فيما يتعلق بعملية السلام، وبقدرتهم على المناورة في مقابل إسرائيل.

·       وفضلاً عن عرقلة أعمال القمة في واشنطن، فإن "حماس" رغبت أيضاً في تمرير رسالة تذكير مؤلمة إلى كل من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية فحواها أنه من أجل حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لا بُد من أخذها في الاعتبار في أي نوع من أنواع الصفقات.

·       ولم يتردد الناطقون بلسان "حماس" والجهاد الإسلامي، أمس، في كيل المديح للذين قاموا بتنفيذ العملية، وأساساً للنتائج التي أسفرت عنها. ولا بُد من القول إن هذين الفصيلين يملكان تقاليد عريقة في تنفيذ عمليات مسلحة من هذا القبيل عشية لقاءات قمة مهمة من أجل السلام، فقد حدث مثل هذا الأمر عشية مؤتمر مدريد للسلام [سنة 1991]، وفي إبان فترة اتفاق أوسلو [سنة 1993]، وحتى على أعتاب قمة أنابوليس سنة 2007. كما تجدر الإشارة إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء غابي أشكنازي، قام في بداية الأسبوع الحالي بجولة في قيادة المنطقة العسكرية الوسطى، وقال لقادة الفرق العسكرية إنه يجب رفع مستوى اليقظة لدى جنودهم خشية أن تقوم جهات معينة بمحاولة تشويش استئناف مفاوضات السلام.

·       وقد أعلن الجناح العسكري لحركة "حماس" أمس مسؤوليته عن تنفيذ العملية، وقال الناطق بلسان الحركة في غزة، سامي أبو زهري، إن حركته تفتخر بهذه العملية وتعتبرها رداً على "جرائم الاحتلال". ومن المعروف أن قيادة الحركة في كل من غزة ودمشق تقوم، في الآونة الأخيرة، بممارسة ضغوط على الخلايا العسكرية في الضفة الغربية من أجل استئناف العمليات المسلحة، وذلك بهدف عرقلة دور السلطة الفلسطينية وإثارة التوتر بينها وبين إسرائيل.

ولا شك في أن عملية أمس تدل على أن "حماس" في الضفة الغربية ما زالت، على الرغم من حملة الملاحقة القاسية التي تتعرض لها من جانب الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، تملك القدرة الكافية على القيام بعمليات مسلحة معقدة نسبياً وذات كفاءة عملانية رفيعة المستوى. لكن في الوقت نفسه، فإن هذه العملية لا تعني استئناف العمليات المسلحة الكبيرة في الضفة الغربية.