من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أعرب وزير الدفاع إيهود باراك في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" عشية عقد قمة واشنطن عن اعتقاده أن هناك فرصة حقيقية لنجاح المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وقال إن قسماً كبيراً من وزراء اليمين سيؤيد نتنياهو إذا ما قرر قيادة عملية تسوية. وقال باراك أنه غير متأكد من النجاح، لكن هناك فرصة، ويجب استنفادها.
ورداً على سؤال عن مبادئ اتفاق السلام الذي يمكن التوصل إليه في نهاية المحادثات، قال باراك إن هذه المبادئ يجب أن تشمل ما يلي: "دولتان للشعبين؛ إنهاء النزاع ووضع حد للمطالبات المستقبلية؛ ترسيم الحدود داخل أرض إسرائيل بحيث توجد فيها [دولة ذات] أكثرية يهودية راسخة على مدى الأجيال، وفي الجانب الآخر دولة فلسطينية مجردة من السلاح وقابلة للحياة سياسياً واقتصادياً وجغرافياً؛ الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية في أيدينا؛ نقل [سكان] المستوطنات المعزولة إلى داخل الكتل الاستيطانية أو إلى داخل إسرائيل؛ حل مشكلة اللاجئين داخل الدولة الفلسطينية أو إعادة تأهيلهم [في أماكن أخرى] في العالم؛ ترتيبات أمنية صارمة؛ حل مشكلة القدس".
وعن تصوره لكيفية حل مشكلة القدس قال باراك: "القدس الغربية والأحياء اليهودية الـ12، التي يعيش فيها نحو مئتي ألف يهودي - ستكون لنا. والأحياء العربية التي يعيش فيها نحو ربع مليون فلسطيني - ستكون لهم. وفي البلدة القديمة، وجبل الزيتون، ومدينة داود [سلوان] - سيطبق نظام خاص وترتيبات متفق عليها".
ورداً على سؤال عن ماهية الترتيبات الأمنية، قال باراك: "لن أدخل في التفصيلات، لكن هذه الترتيبات يجب أن توفر رداً على ثلاثة أمور: أولاً، عدم تكرار الأوضاع التي نشأت في لبنان وقطاع غزة عندما أخلينا المنطقة وتحولت إلى مستودع صواريخ؛ ثانياً، عدم نشوء موجة عنف كتلك التي ضربتنا خلال فترة 2001 - 2003؛ ثالثاً، توفير رد على التغييرات الجيو ـ سياسية المحتملة في جهة الشرق. إن الشرق الأوسط منطقة تتسم بعدم اليقين، ومن المحتمل أن يصار إلى إحياء الجبهة الشرقية... لذا، من الضروري أن يكون لنا وجود طويل الأمد في غور الأردن، بما في ذلك ترتيبات تكنولوجية [للإنذار المبكر] وتحصين الكتل الاستيطانية".
وفيما يتعلق بتجميد البناء في المستوطنات، قال باراك: "أعتقد أن من واجبنا، نحن بالإضافة إلى الأميركيين والفلسطينيين، أن نبذل كل ما هو ممكن للتوصل إلى حل خلاق يمنع انهيار المحادثات... وأعتقد أنه لا يمكن مواصلة تجميد البناء في المناطق [المحتلة] بصورة تامة، ومن الأفضل التركيز على تجميد البناء في المناطق التي من المتوقع أن تكون فيها سيادة فلسطينية".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو قادر على القيام بالتنازلات اللازمة من أجل التوصل إلى السلام، قال باراك: "إنني أدرك الصعوبات، لكنني أيضاً متفائل... وإذا كانت الحكومة بتركيبتها الحالية غير قادرة على القيام بذلك، فسأطالب بتوسيعها، ذلك بأن اتفاق السلام هو أهم من تركيبة الحكومة. لكن المهم ألاّ نرتبك، وأن نفهم أنه لا يوجد أمامنا خيار. نحن لا نصنع معروفاً مع الفلسطينيين، وإنما مع أنفسنا. علينا أن نحقق في واشنطن اختراقاً نحو التسوية. لقد وصلنا إلى نقطة حرجة تتطلب قرارات حاسمة تؤثر في مستقبل أولادنا وأحفادنا".