من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قُتل مساء أمس (الثلاثاء) أربعة أشخاص بنيران أطلقت على سيارة خاصة كانت تقلهم عند مدخل مستوطنة كريات أربع [في مدينة الخليل]. والقتلى جميعهم من سكان مستوطنة بيت حغاي. وأعلن الجناح العسكري لحركة "حماس" مسؤوليته عن الهجوم، وقال بيان صدر عن الحركة: "إن كتائب عز الدين القسام تعلن مسؤوليتها الكاملة عن العملية البطولية التي نفذت في الخليل". وتتميز منطقة جنوب جبل الخليل التي وقعت العملية فيها بوجود عدد كبير من الخلايا التابعة لحركة "حماس".
وعقب الحادث انتشرت قوات الجيش الإسرائيلي والشرطة على مفارق الطرق الرئيسية في جميع أنحاء منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، كما تجري عمليات تمشيط بحثاً عن الخلية التي نفذت العملية. وقال قائد فرقة يهودا والسامرة العقيد نيتسان ألون إنه يتبين من التحقيق الأولي أن المنفذين الذين كانوا يركبون سيارة تجاوزوا سيارة المستوطين وأطلقوا عليها النار، وإنه من المحتمل أن يكونوا اقتربوا بعد ذلك من السيارة وأطلقوا النار على المستوطنين للتأكد من وفاتهم.
وقام وزير الدفاع إيهود باراك بتبليغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي كان في طريقه إلى واشنطن، هذا الحادث. وعلى حد قوله، فإن الحادث على ما يبدو، هو محاولة قام بها "مخربون" بهدف الإضرار بمحاولة تحريك العملية السياسية وبفرص المحادثات التي ستفتتح في واشنطن.
وفي واشنطن اجتمع نتنياهو ليلة أمس بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وفي مستهل الاجتماع دان كلاهما العملية المسلحة التي وقعت بالقرب من كريات أربع، وقال نتنياهو: "إن دم المستوطنين ليس مباحاً. سنصل إلى القتلة وسنعاقب مرسليهم. إن الإرهاب لن يقرر مصير الاستيطان أو الحدود، فكل شيء سيتقرر في المفاوضات التي سنطالب خلالها بترتيبات أمنية تهدف إلى منع عمليات قتل من هذا النوع". وبدورها قالت كلينتون: "لا مكان لمثل هذا العنف في أي دولة. سنبذل كل شيء ممكن للدفاع عن إسرائيل وتوفير الحماية لها ولمواطنيها".
وقبل وصوله إلى واشنطن، تحدث نتنياهو مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ورئيس جهاز الأمن العام، وأصدر تعليمات إلى المؤسسة الأمنية تقضي "بالعمل من دون أي قيد سياسي للوصول إلى القتلة، والرد بقوة على مرسليهم".