على إسرائيل ربط التسوية المستقبلية مع الفلسطينيين بسيطرتها على هضبة الجولان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • في الآونة الأخيرة برزت فرصة لتغيير صيغة التسوية المستقبلية في هضبة الجولان. فسورية، إذا نجحت في البقاء دولة واحدة، لن تعود إلى ما كانت عليه. والتوافق الدولي بأن الحدود الإسرائيلية – السورية يجب أن تمر من ضفة بحيرة طبريا، لم يعد له أهمية في غمار غموض المعارك التي تجري هناك. إن ما يجري في سورية، والانسحاب الأميركي من العراق يفرضان انتهاج استراتيجية إسرائيلية جديدة وعلنية، تربط التسوية المستقبلية مع الفلسطينيين بالسيطرة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وإذا كان المسار السوري طوال أعوام شكل بديلاً عن المسار الفلسطيني، فإن المطلوب اليوم تحويلهما إلى مسار متكامل.
  • يواجه جهاز إدارة المخاطر الإسرائيلي اليوم ثلاثة تحديات أساسية: التحدي الإيراني، والسوري، والفلسطيني. إن تموضع إيران على حافة الدولة النووية يخلق معادلة خطرة جديدة بالنسبة لإسرائيل. فإيران خلال الأعوام العشرين المقبلة ستكون أكثر خطراً مما كانت عليه خلال العشرين عاماً الماضية. كما أن الخطر الذي يتهدد إسرائيل على الجبهة الفلسطينية سيكون أكبر مما كان عليه قبل عقد من الزمن. في حزيران/يونيو 2002، قدمت "خريطة الطريق" خطة للتسوية مع الفلسطينيين. لكن هذه الخطة لم تأخذ في حسابها الانقسام بين غزة التي أصبحت تابعة لحركة "حماس"، وبين يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، كما لم تأخذ في حساباتها انهيار مصر - القوة الإقليمية التي كانت تدفع الفلسطينيين إلى السعي للتوصل إلى اتفاق، وتحوّل إيران إلى قوة عظمى إقليمية بديلة.
  • وعلى الرغم من جميع التغيّرات الاستراتيجية (السلبية) التي طرأت على الساحة الفلسطينية، فإن إسرائيل تُطالَب اليوم فيما يتعلق بإدارة المخاطر بالقبول بمعادلة مشابهة، بل وأكثر خطورة من تلك التي كانت قائمة في أساس خريطة الطريق، والأهم من ذلك، أنها تطالَب بالتخلي عن فكرة مرحلة موقتة المرحلة لدولة فلسطينية بحدود موقتة.
  • إن من يطالب الإسرائيليين بالتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، عليه أن يزيل من الصورة النهاية الانسحاب الإسرائيلي من الجولان. فإسرائيل المستقبلية لن تستطيع مواجهة التحدي على جبهات متعددة تتضمن إيران على وشك أن تصبح دولة نووية، ودولة فلسطينية فاشلة تقع على بعد" خمس دقائق من كفار سابا"، وإلى جانبهما سورية مسيطرة على ضفة بحيرة طبريا. وفضلاً عن ذلك، فإن عودة إيران إلى المجتمع الدولي، وخروج الولايات المتحدة من العراق الشيعي، ومواصلة السيطرة العلوية على سورية، تخلق محور شر جغرافي حقيقيي يمتد من طهران إلى القنيطرة.
  • إن التعهدات الدولية المطلوبة للمحافظة على أمن إسرئيل بعد الاتفاق مع الفلسطينيين يجب أن تتطرق إلى هضبة الجولان. في سنة 1975 ربط الرئيس الأميركي جيرالد فورد من أجل السلام بين الانسحاب الإسرائيلي من سيناء وبين السيطرة الإسرائيلية على الجولان ، وطرح مبادىء صيغة أمنية تبدو اليوم أكثر أهمية من السابق.
  • بعد مرور 40 عاماً على رسالة فورد، يتعين على إسرائيل أن تعرض على حلفائها مقاربة أمنية شاملة، فالترتيبات الأمنية والتعهدات الدولية بالنسبة لغور الأردن لم تعد كافية،  والسمات الطبوغرافية المختلفة لهضبة الجولان، وعدم وجود حاجز فعال يفرضان ضرورة وجود إسرائيل في الهضبة، وذلك كجزء من الترتيبات الأمنية التي تجري مناقشتها.
  • ويمكن أن نضيف إلى ذلك، أن الوضع في الجولان يختلف عن الوضع في الضفة الغربية في ما يتعلق بالدفاع عن حقوق الإنسان. ففي الجولان توجد أكثرية يهودية، ويستطيع السكان الدروز  والبالغ عددهم نحو 20 ألفاً الحصول على الجنسية الإسرائيلية من الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
  • إن من حق إسرائيل المطالبة بالحصول على شيء ملموس أكثر مقابل القرارات "الشجاعة" المطلوبه منها في هذه المرحلة من عدم اليقين.
 

المزيد ضمن العدد 1796