على إسرائيل مهاجمة إيران في تشرين الأول/ أكتوبر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تجاوزت إيران عدداً من الخطوط التي تم تعريفها بأنها خطوط حمر: قامت بتخصيب اليورانيوم بكميات تسمح بصنع قنبلتين نوويتين؛ نجحت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%؛ تملك الآلالف من أجهزة الطرد المركزي؛ وهي تضيف إليها آلافاً أخرى سنوياً؛ تم مؤخراً تشغيل مفاعل بوشهر النووي؛ لا تتردد في توسيع بنيتها التحتية النووية؛ تضيف إلى ترسانتها النووية صواريخ ملائمة لحمل الأسلحة النووية التي هي في قيد التطوير والانتاج.

·       من جهة أخرى، فإن الخطوات التي واكبت تقدم البرنامج النووي الإيراني لا تعمل لمصلحتنا، فالضغوط الدبلوماسية التي مورست على إيران ليست فعالة، ويبدو أنها لن تصبح فعالة في المستقبل، كما أن العقوبات التي جرى تبنيها هي عقوبات رمزية وغير حقيقية، ولا يبدو أنه سيكون هناك إجماع دولي على تبني عقوبات فعالة. علاوة على ذلك، لا يبدو أن الولايات المتحدة ستمنع وصول النفط المكرر إلى إيران عن طريق فرض حصار بحري أو أي طريق آخر.

·       يواصل الإيرانيون المماطلة بالوقت والاستهزاء بالعالم الغربي، وفي مقدمه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. كما أن المواقف الغربية تتأكل تباعاً ولا تؤثر في الحكم الإيراني وقراراته. لقد أوجد الانسحاب الأميركي من العراق إحساساً لدى العالم بأن الولايات المتحدة أصبحت ضعيفة وفتر تصميمها. ويبدو أيضاً أن أوباما، في نهاية المطاف، لن يهاجم البنية التحتية النووية الإيرانية.

·       إزاء هذه الحقائق، لم يعد من الممكن تأجيل اتخاذ القرار بشأن طريقة التصدي للقضية النووية الإيرانية. يجب اتخاذ قرار إمّا بمهاجمة إيران، وإمّا بقبول إيران النووية كحقيقة منتهية. غير أن التسليم بإيران نووية أمر لا يمكن تحمله، فإيران تملك القدرة على مهاجمة إسرائيل، وقد أعلنت رغبتها في ذلك.

الاستنتاج الذي يترتب على ذلك هو أنه يجب مهاجمتها. والتوقيت المثالي لذلك هو في تشرين الأول/ أكتوبر، قبل انتخابات الكونغرس في الولايات المتحدة. إن التدابير العقابية التي يمكن أن تتخذ ضد إسرائيل عشية الانتخابات ستكون محدودة، هذا إذا كان سيتم اتخاذ أي تدابير كهذه فعلاً. وبعد تشرين الثاني/ نوفمبر، يبدو أننا سنحصل على الأرجح، وهذا ما آمل به، على كونغرس جمهوري سيدعمنا في هذا الهجوم، وفيما سيليه.