كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم أمس [الاثنين] قوله أنه سيعارض بقوة إعلان دولة فلسطينية، لكنه حذر في المقابل إسرائيل من القيام بأعمال انتقامية رداً على المسار الفلسطيني في الأمم المتحدة، مثل التوقف عن تحويل أموال إلى الفلسطينيين، لأن هذه الأعمال من شأنها إلحاق الضرر بإسرائيل نفسها، بحسب كلام أوباما.
ويعتقد أوباما أن الفلسطينيين سيفضلون المطالبة بالحصول على وضع "دولة مراقبة" لا تتمتع بحق التصويت في الجمعية العامة. وصرّح في مقابلة مع وسائل إعلام إسبانية أن الولايات المتحدة ستستخدم حق الفيتو، وقال: "إذا طرح الموضوع على مجلس الأمن سنعارضه بشدة."
وكان الرئيس الأميركي نأى بنفسه مؤخراً عن الموضوع الإسرائيلي-الفلسطيني لأنه محبط من الجانبين. وتشير مصادر عديدة أنه لم يتكلم مع الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، منذ اتصاله الهاتفي الطويل معه في شباط/فبراير الماضي، عندما عجز عن إقناعه بالعودة إلى طاولة المفاوضات. في حين أن اللقاء الأخير بين أوباما ونتنياهو، في البيت الأبيض، في أيار/مايو الماضي، انتهى بأجواء من التنافر.
وأكد أوباما أن " هذه القضية لن تُحل إلاّ بالاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومن الواضح أنه ليس لنا سوى صوت واحد في الجمعية العامة، وأن هناك العديد من الدول المستعدة لتأييد الفلسطينيين. إن ما يحدث في نيويورك سيكون محط أنظار الجميع، لكن هذا لن يغير الواقع على الأرض، ما دام الجانبان لم يبدآ بالتحاور."
وذكرت صحيفة "يسرائيل هَيوم" (13/9/2011) أن سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أعلن أن بلده سيؤيد مطالبة السلطة الفلسطينية من الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الإسرائيلية تستعد لمواجهة السيناريوهات كلها مع بدء النقاشات في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وذكر المفوض العام للشرطة يوحنان دنينو في ندوة عُقدت في معهد هرتسليا أنه يتوقع خروج تظاهرات في كل أنحاء إسرائيل تأييداً للفلسطينيين. وأشار إلى أنه طلب من أفراد الشرطة التعامل مع هذه التظاهرات مثلما جرى التعامل مع المحتجين على أزمة المساكن، لكنه شدد على أنه لن يتراخى في قمع أعمال الشغب والأعمال المخلة بالأمن.
أمّا وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون فقد تطرق خلال مداخلته في الندوة المذكورة إلى التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، وقال: "في حال واصل الفلسطينيون تحركهم فإنهم سيكونون بذلك قد خرقوا اتفاقات أوسلو واعتبروا أنفسهم دولة، وهم سيزيدون في حدة النزاع السياسي مع إسرائيل، ويساهمون في نشوب العنف. ولا يمكن أن تقبل إسرائيل بمثل هذا الواقع الجديد." ورأى أن إسرائيل تتخوف من أن يؤدي التوجه إلى الأمم المتحدة إلى قيام كيان ضعيف وفاشل إلى جوارها من شأنه أن يقع بسرعة في قبضة "حماس".
وذكرت الصحيفة أن الاتصالات البعيدة عن الأضواء لم تتوقف من أجل منع الفلسطينيين من الطلب من الأمم المتحدة الاعتراف بدولتهم، وأن رئيس الدولة شمعون بيرس يساعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أجل استئناف المفاوضات السياسية فوراً مع الفلسطينيين، وهو التقى لهذا الغرض مندوب اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير، ومستشار الرئيس الأميركي دنيس روس.