من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن تراجع وتيرة الاضطرابات في الشرق الأوسط قد تبدو مضللة إلى حد ما. فعدم سقوط أنظمة جديدة في المنطقة خلال العام الجاري، بخلاف ما جرى في العام الفائت، لا يعني أن موجة الاضطرابات في العالم العربي قد توقفت، إذ لا يزال مسار الأحداث مأساوياً وشديداً ومفاجئاً، كما أن تأثيراته، المباشرة أو غير المباشرة، لا تزال شديد الوطأة على إسرائيل والمنطقة.
· في تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية أن سنة 2013 ستكون "سنة الصراعات المتفجرة"، وسيكون الشرق الأوسط، في رأي خبراء الاستخبارات، قابلاً للاشتعال نتيجة أربعة صراعات أساسية يشهدها، والتي من المحتمل أن تُحسم خلال العام المقبل، الأزمة النووية الإيرانية، والحرب الأهلية في سورية، والصراع على السلطة في مصر، والصراع الأوسع على صورة العالم العربي الذي يتفرع عنه عدد من الصراعات الثانوية، مثل الصراع ما بين الأنظمة القديمة والمعارضة، وبين الراديكاليين والمعتدلين، وبين السنة والشيعة. بالإضافة إلى هذا كله، ليس واضحاً بعد كيف سيتطور الوضع في الضفة، وما إذا كان الهدوء النسبي الذي ساد في الأعوام الأخيرة سيستمر.
· تشكل الحرب الدائرة حالياً في سورية نموذجاً للواقع الحالي. فقد تبددت التوقعات السابقة بشأن الانهيار السريع لنظام الأسد، ويبدو طرفا النزاع في تعادل داخل المواجهة التي لا حسم فيها حتى الآن، وذلك على الرغم من تزايد حدة العنف أسبوعاً بعد أسبوع.
· ومع ذلك، فإن تقديرات الاستخبارات الغربية لم تتغير، وهي تتوقع انهيار نظام الأسد في النهاية. وفي الواقع، باتت سوريا حالياً مقسمة إلى عدة مناطق، وذلك على الشكل التالي: المناطق الواقعة نسبياً تحت سيطرة النظام (أجزاء أساسية من دمشق، ومن حلب، والمنطقة الساحلية في الشمال والعلوية في أغلبيتها)، والمناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيمات المعارضة والمجموعات المسلحة أو تحت سيطرة الأقليات مثل الأكراد (شمال الدولة وشرقها)، والمناطق غير الخاضعة لأي سيطرة حقيقية. فقد نشأ في المناطق التابعة للمعارضة نوع من الإدارة الذاتية التي لا علاقة لها بالحكم المركزي، حيث يجري تزويد الناس بالماء والكهرباء، كما تتم جباية رسوم على بعض المعابر بين سورية وتركيا.
· ومن السيناريوهات التي تتداولها الاستخبارات الغربية، الغرق التدريجي لسورية في الفوضى، ومواصلة انهيار المؤسسات المركزية للسلطة. من جهتها تعتبر إسرائيل أن الوضع القائم حالياً في سورية يصب في مصلحتها، على الرغم من عدم اعترافها بذلك علناً، ولا سيما بعد تبدد مخاوف قادة الجيش الإسرائيلي من إقدام الجيش السوري على هجوم مباغت في هضبة الجولان. فاليوم بات من الصعب على الجيش السوري المبادرة إلى شن أي هجوم تقليدي، وسوف يمر وقت طويل قبل أن يتمكن هذا الجيش من ترميم قدرته العسكرية.
· لكن من جهة أخرى، فإن عدم الاستقرار في سورية يفرض على الجيش الإسرائيلي استعدادات عسكرية من نوع مختلف، إذ سيكون على الاستخبارات الإسرائيلية بجميع فروعها ملاحقة التطورات في سورية عن كثب، وبصورة خاصة العمل على منع انتقال السلاح الكيماوي من سورية إلى حزب الله أو إلى تنظيمات المعارضة السنية التي على علاقة بالقاعدة. كما يتعين على إسرائيل معرفة مصير الصواريخ بعيدة المدى، وصورايخ بحر- بر، والمنظومات الجديدة للصواريخ المضادة للطائرات، الأمر الذي يشكل بحد ذاته مهمة صعبة.