· يمكن القول إن حملة الانتخابات العامة المقبلة في إسرائيل قد بدأت، ويكمن الدليل الأبرز عليها في الهجوم الذي بدأ ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشنه هذا الأسبوع على وزير الدفاع إيهود باراك. ومن المتوقع من الآن فصاعداً أن يحاول نتنياهو تحميل باراك المسؤولية عن جميع الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة الحالية، بدءاً بالمواجهة مع إدارة الرئيس باراك أوباما، مروراً بعدم إقرار ميزانية عامة لسنة 2013، وإخلاء بؤرتي ميغرون وغفعات هأولبانا [في الضفة الغربية]، وانتهاء بفشل كبح البرنامج النووي الإيراني.
· وفي ضوء ذلك، ثمة احتمال بأن تقدّم هذه الحملة أفضل مساعدة إلى باراك، وبأن تمكنه من عدم الاختفاء من الحلبة السياسية كما تتنبأ استطلاعات الرأي العام. في موازاة ذلك، هناك شخصيات قيادية في حزب شاس تعتقد أن باراك سيستغل صلاحياته كوزير دفاع من أجل تجنيد الحريديم [اليهود المتشددين دينياً] في صفوف الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً بعد انتهاء سريان مفعول "قانون طال" [الذي يعفي الشبان الحريديم من الخدمة العسكرية]، وذلك كي ينال حظوة في أعين قوى اليسار والوسط، وحتى في أعين قوى اليمين التي خاب أملها من نتنياهو والليكود في هذا الشأن.
· أمّا فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، فمن المعروف أن ما أصبح راسخاً في أذهان الرأي العام في إسرائيل هو أن كلاً من نتنياهو وباراك يتبنيان مقاربة واحدة فحواها ضرورة كبح هذا البرنامج من خلال شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
· مع ذلك، لا بد من القول إن الموضوع الإيراني هو الذي تسبب بحدوث شرخ بين نتنياهو وباراك، فبينما كان هذا الأخير يدعو إلى محادثات هادئة مع إدارة الرئيس أوباما، ويحذر من مغبة الدخول في أي مواجهة علنية مع هذه الإدارة، اختار رئيس الحكومة أن يخوض مواجهة علنية معها. ومعروف أن هذه المواجهة انتهت بتراجع نتنياهو، كما انعكس ذلك في خطاب الخطوط الحمر الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.