· إن الذي يعتقد أن الفلسطينيين سينضمون إلى الحركة الصهيونية ويقسمون يمين الولاء لدولة إسرائيل لا بُد أن يصاب بخيبة أمل جراء قرارات المؤتمر السادس لحركة "فتح"، الذي عقد في بيت لحم. غير أن الذي يتأمل الواقع بصورة جادة وحقيقية يرى أن هذا المؤتمر قد عكس استعداد الشعب الفلسطيني وقدرته على التوصل إلى سلام مع إسرائيل، من خلال التنازل عن تطبيق حق العودة في تخوم دولة إسرائيل.
· في واقع الأمر ليس من السهل أن يكون المرء فتحـاوياً في المجتمع الفلسطيني. فعلى الرغم من أعوام الاحتلال الطويلة ومضاعفة عدد المستوطنات وبناء جدار الفصل في عمق الأراضي الفلسطينية، لا تزال هذه الحركة السياسية الفلسطينية تدعو الفلسطينيين إلى خوض كفاح سلمي، من خلال مواجهة نزعات التطرف الدينية التي تأتي من جانب "حماس" وحزب الله وإيران.
· كما أن إسرائيل في واقع الأمر لا تبدي حماسة للتعاون مع قيادة "فتح" في مجالات كثيرة، مثل المستوطنات ومسار الجدار والإفراج عن السجناء، علاوة على أن المفاوضات لم تسفر عن أي نتيجة، وأدت إلى إضعاف مكانة المعتدلين في الطرف الفلسطيني.
· إن الذي يرغب في فشل المفاوضات سلفاً هو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراؤه، الذين يطالبون الفلسطينيين بأن يعترفوا بإسرائيل دولة يهودية.
· من الأفضل أن نرى الواقع على حقيقته وأن نستنفد الفرص كلها من أجل التوصل، في الوقت الحالي، إلى اتفاق مع القيادة الفلسطينية العملية والمعتدلة قبل أن يتم استبدالها بقيادة دينية متعصبة، ترى أن الجهاد العنيف هو الوسيلة الرئيسية لمحاربة إسرائيل.