قرارات مؤتمر "فتح" تؤكد أن القيادة الفلسطينية ليست مؤهلة للتوصل إلى اتفاق دائم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      كان من المتوقع أن تعكس الخطابات والقرارات التي تصدر عن مؤتمر "فتح"، بهذا القدر أو ذاك، الواقع الفلسطيني الآخذ في التحسن، وأن تشير إلى بداية اتخاذ مواقف معتدلة عملية. غير أن الفلسطينيين، كعادتهم، فضلوا التمسك بالشعارات المتطرفة، التي تعتبر، في معظمها، معزولة عن الواقع. ولعل أكبر مثال لذلك هو القرار بشأن "مسؤولية إسرائيل عن اغتيال عرفات".

·      كما أن ردات الفعل في إسرائيل على المؤتمر كانت متوقعة: فاليمين اعتبره دليلاً آخر يدعم استنتاجه الأبدي، وهو أنه لا يوجد ولن يوجد مطلقاً شريك [فلسطيني] للمحادثات، أمّا اليسار فيحاول أن يقنعنا أن من شأن التحليل المعمق للخطابات والقرارات أن يؤكد أن ما حدث في مؤتمر "فتح" لم يكن فظيعاً للغاية.

·      مهما يكن، فإن الاستنتاج الواضح من قرارات مؤتمر "فتح" هو أن قيادة هذه الحركة لا تملك الجرأة والاستقامة لمصارحة شعبها، وهما من مستلزمات الجهد الصادق لإحراز تسوية دائمة مع إسرائيل. إن السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني يتطلب القيام بتنازلات مؤلمة، لا من جانب إسرائيل فحسب، بل من جانب الفلسطينيين أيضاً. ومن هذه التنازلات: بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى في يد إسرائيل؛ التنازل عن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل؛ تسوية موضوع القدس.

·      بناء على ذلك، يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعملوا على تحسين الواقع القائم حالياً، لا أن يتعلقوا بأوهام الحل الدائم. ويمكن أن يُعتبر هذا العمل غاية سياسية بحد ذاتها تحرر القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية، في المرحلة الحالية، من وطأة اتخاذ قرارات ليس في إمكانهما حسمها.